مقتل 50 في هجوم بسيارتين مفخختين استهدف مدينة الصدر

أكراد العراق ينتخبون برلمانهم وسط خلافات مع بغداد وتوترات إقليمية

رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني وزوجته خلال إدلائهما بصوتهما في الانتخابات التشريعية للإقليم. أ.ب

أدلى أكراد العراق، أمس، بأصواتهم في انتخابات تشريعية لاختيار برلمان جديد لإقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي، وسط خلافات متواصلة مع بغداد ومعارك تخوضها مجموعات كردية في سورية المجاورة، فيما قتل ٥٠ شخصاً على الاقل وأصيب عشرات آخرون بجروح في هجوم بسيارتين مفخختين استهدف مجلس عزاء في منطقة مدينة الصدر شرق بغداد، وقتل اربعة عناصر من قوات الشرطة الخاصة، أمس، في هجوم نفذه خمسة انتحاريين ضد مقر امني في محافظة صلاح الدين.

وتنظم هذه الانتخابات في ظل تساؤلات حول مستقبل الأكراد الموزعين تاريخياً على مجموعة دول متجاورة يبدي بعضها استعداده لمناقشة مطالبهم، بينما تعصف ببعضها الآخر صراعات دامية، معبدة الطريق امام الاكراد لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية.

ويبلغ من لهم حق التصويت 2.8 مليون كردي يتوزعون على محافظات الاقليم الثلاث، السليمانية واربيل ودهوك، الواقعة جميعها في شمال العراق، في العملية الانتخابية التي تشمل المنافسة على 111 مقعداً في برلمان محلي يشرع قوانينه الخاصة.

وما ان فتحت صناديق الاقتراع ابوابها، حتى بدأ الناخبون الذين ارتدى معظمهم اللباس الكردي التقليدي، التوافد إلى مراكز الاقتراع.

وقال غازي احمد لوكالة فرانس برس، بعدما ادلى بصوته في مركز انتخابي في اربيل، «الوضع كان سيئا خلال فترة حكم النظام البعثي»، في اشارة إلى نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. واضاف احمد (56 عاما) «الحياة افضل اليوم ونأمل ان تتحسن الاوضاع اكثر في المستقبل».

وقال وفد مراقبة ياباني قام بزيارة العديد من مراكز الاقتراع في اربيل، انه لم يشاهد اي تجاوزات اثناء جولته، وان العملية الانتخابية تجري بشكل سلس. وتركزت الحملة الانتخابية التي سبقت عملية الاقتراع على مكافحة الفساد، وتحسين مستوى الخدمات الرئيسة، وكيفية انفاق العائدات النفطية.

وقال المهندس محمد صالح لـ«فرانس برس»، «المشكلة الرئيسة هي الاقتصاد، كلفة المعيشة غالية، والناس يحتاجون إلى مزيد من الاموال، على البرلمان الجديد ان يضع برنامجاً لمعالجة هذه المسألة».

وأبرز الاحزاب المتنافسة في اول انتخابات في محافظات الاقليم الثلاث منذ اكثر من اربع سنوات، حزبا الرئيس العراقي جلال الطالباني، الغائب عن الساحة السياسية لتلقيه منذ نهاية العام الماضي علاجاً في المانيا من جلطة دماغية اصيب بها، ورئيس الاقليم مسعود البارزاني، إلى جانب حركة التغيير (غوران) بزعامة نوشيروان مصطفى، الذي انشق عن حزب الطالباني. ويتوقع مراقبون ان يفوز الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البارزاني بالعدد الاكبر من مقاعد البرلمان الجديد، في وقت يواجه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني منافسة من قبل «غوران»، خصوصا في ظل الغموض الذي يحيط بالوضع الصحي للرئيس العراقي.

وتسلط هذه الانتخابات الضوء على المحاولات الكردية على مدار السنوات الاخيرة التي تصب في اتجاه الاستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد.

ويشكل التقدم الذي احرزه الاكراد في الإقليم، علامة فارقة مقارنة بالعقود المنصرمة التي كان الناشطون الاكراد يواجهون فيها الاعدام في تركيا وسورية وايران والعراق. وتثير محاولات الاقليم الكردي تحقيق استقلال نفطي واقتصادي وسياسي متزايد غضب حكومة بغداد، التي تخوض مع سلطاته صراعاً متواصلاً حول مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها محافظة كركوك الغنية بالنفط، والتي تحتضن خليطاً من الاثنيات والقوميات. في موازاة ذلك، يجد اقليم كردستان نفسه منخرطاً في الصراع الدامي في سورية المجاورة.

فقد دفعت الاشتباكات التي خاضتها الشهر الماضي مجموعات كردية مع اخرى جهادية تحاول ايجاد ممر آمن إلى العراق، عشرات آلاف الاكراد السوريين للجوء إلى اقليم كردستان العراق. وكان البارزاني هدد بالتدخل في الصراع في سورية بهدف حماية الاكراد هناك، رغم ان المسؤولين الاكراد يحاولون التقليل من وقع هذه التهديدات.

وقبيل انطلاق الانتخابات، قتل شخص وأصيب آخرون بجروح في هجوم طال مناصرين لحركة «غوران».
 

تويتر