إقفال المدارس وقطع الإنترنت في الخرطوم وسط احتجاجات مستمرة
قال شهود ونشطاء بالسودان، إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على احتجاج مناهض للحكومة في العاصمة الخرطوم، أمس، في اليوم الثالث من تظاهرات الاحتجاج التي قتل خلالها ثلاثة اشخاص، وسط حالة من الغضب من رفع الدعم على الوقود. وأعلنت السلطات السودانية، أمس، إقفال المدارس في الخرطوم حتى 30 سبتمبر، كما تم قطع الانترنت عن العاصمة، كما أعلنت أنها قامت بضبط عدد ممن شاركوا في الاحتجاجات التي خرجت أمس في أنحاء السودان.
وتفصيلاً، قال شهود إن متظاهرين أشعلوا النار في مبنى جامعي ومحطات بنزين وأغلقوا الطريق الرئيس المؤدي للمطار قرب فندق فخم. ورأى مراسل «رويترز» الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين، فيما هرع مئات من الضباط ورجال الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية والمسلحين بالبنادق أو الهراوات إلى وسط المدينة. بينما تمركز آخرون على أسطح المباني الحكومية. وقال شاهد ان السلطات اعتقلت نحو 20 محتجاً واقتادتهم في شاحنات صغيرة.
وتعذر في الخرطوم الدخول إلى شبكة الانترنت، وإن كان لم يتضح ما إذا كانت السلطات قد أوقفت الخدمة لمنع النشطاء من تنسيق الاحتجاجات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفاد المركز السوداني للخدمات الصحفية بأن «وزارة التربية بالخرطوم أعلنت عطلة بجميع مدارس الولاية حتى 30 سبتمبر». وقطعت من جهة اخرى اتصالات الانترنت في العاصمة أمس، كما ذكر عدد من مستخدمي الشبكة، لكن لم يكن ممكناً معرفة ما اذا كان هذا التوقف ناجماً عن عطل او عن قطع متعمد من جانب السلطات.
وأضرم متظاهرون النار أمس، في عدد كبير من السيارات في مرآب فندق كبير يبعد 500 متر عن مطار الخرطوم وفي محطة وقود على الطريق نفسها، كما ذكر مراسل وكالة «فرانس برس».
وتدخلت قوات الامن لتفريق المتظاهرين بإلقاء قنابل مسيلة للدموع، واوقفت 20 متظاهراً. وأقفلت قوات الامن التي انتشرت بقوة قسماً من الطريق المؤدية إلى المطار.
وكان مئات المتظاهرين ومنهم طلاب تظاهروا الليلة قبل الماضية في ام درمان، مرددين «الشعب يريد إسقاط النظام». وأقدم متظاهرون، أول من أمس، على نهب وحرق مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، في المدينة نفسها، كما أفاد شهود.
وقتل أمس، الطالب عمر محمد أحمد الخضر، الذي كان يشارك في التظاهرات في ام درمان، كما أكدت عائلته لوكالة «فرانس برس».
من جهتها، تحدثت الشرطة عن قتيل في العاصمة وعن اصابة مدنيين وعناصر من الشرطة في ود مدني كبرى مدن ولاية الجزيرة جنوب شرق الخرطوم، حيث بدأت التظاهرات. وكان مجهولون قتلوا الاثنين الماضي متظاهرا في ود مدني، كما ذكرت الشرطة.
واتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم «عناصر من الجبهة الثورية» بالتسلل إلى الولايات للقيام بعمليات تخريب، وأعرب مسؤول في الحزب عن أمله أن «ينظر الناس إلى قضية الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة من زاوية اقتصادية». وقال إن «أي خلط مع الزاوية السياسية سوف يفرغ الخطاب من مضمونه، مشيراً إلى «ظهور الملمح والتحريك السياسي في التظاهرات».
وأعرب مسؤول في الحزب عن أمله أن «ينظر الناس إلى قضية الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة من زاوية اقتصادية»، وقال إن «أي خلط مع الزاوية السياسية سوف يفرغ الخطاب من مضمونه»، مشيراً إلى «ظهور الملمح والتحريك السياسي في التظاهرات».
وتعاني أحزاب المعارضة في السودان التي يقودها زعماء كبار في السن من الضعف والانقسامات ولا تجتذب الشبان الذين يطالبون بتغييرات جذرية.