مئات المتظاهرين يطالبون بإسقاط «حكم البشير» في «جمعة الأحرار»
قالت مصادر في المعارضة السودانية، إن رقعة الاحتجاجات اتسعت في البلاد بعد أن وصلت إلى مدن عدة في السودان، استجابة لدعوات بالتظاهر أمس، تحت شعار «جمعة الأحرار»، حيث ردد المتظاهرون صيحات تطالب بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير، فيما دان الخبير في مجال حقوق الإنسان المنتدب من قبل الأمم المتحدة، مشهود عبد بيو بادرين، قمع التظاهرات في السودان، مؤكداً وجود خطر على الحقوق الأساسية للإنسان في هذا البلد.
وتفصيلاً، امتدت التظاهرات في العاصمة الخرطوم من ضاحية شمبات إلى منطقة بُري شرق العاصمة، كما حاصر الأمن منزل قتيل الاحتجاجات الدكتور صلاح سنهوري، ووصلت الاحتجاجات أيضاً إلى منطقة مدني وسط السودان، ودنوباوي في أم درمان أيضاً. وتجمع المئات من معارضي البشير، في الخرطوم، عقب صلاة الجمعة، مرددين هتافات تدعو إلى «إسقاط النظام»، وذلك في اليوم الـ12 للاحتجاجات على رفع الدعم عن الوقود.
وقف «تكتيك القتل» دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الجهات الدولية الفاعلة، خصوصاً الاتحاد الإفريقي إلى إدانة العنف الحكومي تجاه المواطنين السلميين، وإجراء تحقيق يتمتع بالصدقية لكشف من ارتكبوا حالات القتل بحق المتظاهرين. وقالت في بيان إنه ليس من الواضح حتى الآن سعي الحكومة لوقف تكتيك القتل والقمع، مشيرة إلى ارتكاب الحكومة السودانية مرة أخرى لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. ورأت المنظمة الحقوقية في بيانها أنه من المؤكد أن يؤجج ذلك الأسلوب مزيداً من الغضب الجماهيري في البلاد. نيويورك - وكالات |
وبحسب شهود عيان، فإن مئات المحتجين خرجوا من مساجد عدة، وتجمعوا في ساحة بمنطقة شمبات في الخرطوم، ومن أبرز تلك المساجد، مسجد الطريقة السمانية الصوفية، التي اعتقلت قوات الأمن شيخها، أحمد الطيب، أول من أمس، قبل إطلاق سراحه بعد ساعات.
كما تجمع محتجون آخرون في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، شرقاً، وهى من أكبر المدن وتضم الميناء البحري الرئيس. وفى منطقة المزاد بالخرطوم بحري، قال شاهد عيان آخر، إن العشرات من أنصار حزب المؤتمر المعارض خرجوا في تظاهرة بعد تجمعهم في منزل رئيس الحزب، إبراهيم الشيخ، المعتقل لدى السلطات منذ يومين.
وكانت دعوات أطلقها نشطاء على «فيس بوك» تدعو السودانيين إلى التظاهر أمس، تحت شعار «جمعة الأحرار»، في إشارة إلى المعتقلين من الناشطين والمعارضين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الاحتجاجات.
ونفذت بعض السيدات وقفة احتجاجية أمام مقر جهاز الأمن الوطني بالعاصمة السودانية الخرطوم، أول من أمس، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الذين وصل عددهم إلى نحو 1000 معتقل، وفقاً للمعارضة، ومن بينهم سيدات.
وتواصلت التظاهرات المسائية، الليلة قبل الماضية، في ضاحية بري بالخرطوم منذ مقتل الطبيب صلاح سنهوري على يد قوات الأمن، حيث باتت ضاحية بري ملاذاً للنشطاء الرافضين لحكم البشير كل ليلة يجتمعون أمام منزل سنهوري للتنديد بمقتله ورفض استمرار تدهور البلاد اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.
وبات صلاح سنهوري المولود خارج السودان وخريج الصيدلة رمزاً لبداية الانتفاضة ضد البشير، وبات مقتله مادة دسمة للتداول في مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه، قال الخبير الحقوقي الأممي مشهود عبد بيو بادرين في بيان «ادين بشدة اللجوء إلى العنف ضد متظاهرين سلميين وتدمير ممتلكات عامة خلال التظاهرات. أدعو على حد سواء الحكومة والمتظاهرين إلى الامتناع كلياً عن اللجوء إلى العنف».