قادة مصر يحيون الذكرى الـ 40 لانتصارات حرب أكتوبر
أحيا القادة المصريون، أمس، الذكرى الـ40 لانتصارات حرب السادس من أكتوبر 1973، بزيارة النصب التذكاري للجندي المجهول، وقبري الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، فيما جدد الإسلاميون، وعلى رأسهم جماعة «الإخوان المسلمين»، تحديهم لقادة الجيش، بإعلانهم التظاهر اليوم في الذكرى نفسها في أنحاء البلاد كافة، خصوصا في ميدان التحرير، في حين دعا معارضوهم إلى الاحتشاد احتفالا بالذكرى. وتفصيلاً، قام الرئيس المؤقت عدلي منصور، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي، بوضع أكاليل من الزهور على نصب الجندي المجهول وقبر السادات بضاحية مدينة نصر، شمال شرق القاهرة، كما وضع منصور إكليلا من الزهور على قبر عبدالناصر، وقرأ الفاتحة.
وهنَّأت القوات المسلحة الشعب بالذكرى الـ40 لـ«انتصارات أكتوبر»، مجدّدة تعهّدها بالتضحية من أجل الوطن. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلّحة المصرية، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، في رسالة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس، إن «القوات المسلحة يسعدها أن تتقدم إلى الشعب العظيم، وأبنائه الأوفياء قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلّحة، بأحرّ التهاني وأسعد الأماني بالعيد الـ40 لذكرى السادس من أكتوبر».
وفي سياق متصل، حذَّر الأزهر الشريف، في بيان مقتضب أمس، من أن أي محاولة لإفساد الاحتفال بذكرى «انتصارات أكتوبر» إنما تمثِّل خروجاً على روح الوطنية، وما سمّاه «عقوق الوطن»، هو أمر يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وجميع الأديان. وأضاف أن الجيش «ألقى على العالم درساً حضارياً، في الفداء والتضحية».
وستنطلق الاحتفالات الرسمية والشعبية بذكرى حرب أكتوبر اليوم، في جميع أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن تتزامن مع تظاهرات دعا إليها «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المناصر للرئيس المعزول محمد مرسي، ويُخشى وقوع مواجهات تمثّل امتداداً لاشتباكات متواصلة بين أنصار مرسي ومعارضيه، منذ عزله مطلع يوليو الماضي. وتحل اليوم ذكرى انتصار الجيش في حرب أكتوبر، وهي واحدة من أكثر اللحظات فخرا في التاريخ المصري الحديث، خصوصا للجيش الذي تمكن من عبور قناة السويس، واستعادة شبه جزيرة سيناء لاحقا، باتفاقية السلام مع إسرائيل 1979، لكن أنصار جماعة «الإخوان» يتخذون موقفا سلبيا من قادة الجيش الحاليين.
وعلى الأثر، ردت حركة «تمرد»، التي قادت التظاهرات التي أدت إلى عزل مرسي، بدعوة المصريين أيضا للتظاهر اليوم «لاستكمال ثورة 30 يونيو، وللاحتفال بنصر 6 أكتوبر».
وقال أبرز قادة «تمرد»، محمود بدر، في مؤتمر صحافي «ندعو كل المصريين للتظاهر (اليوم) في كل ميادين التحرير، للتأكيد على أن الشعب لن يسمح لأحد بسرقة ثورته، ولن يسمح للعصابات المسلحة بفرض إرادتها على الشعب». واعتبر عمار مطاوع، وهو قيادي شاب في جماعة «الإخوان»، أن «التظاهر (اليوم) فيه تحدٍ للجيش طبعا، نحن في تحدٍ مع الجيش بالفعل». وأضاف «ميدان التحرير رمز بالأساس، فهو ميدان الثورة الأم، وفيه كان النصر، ما يزيده رمزية الآن هو كسر إرادة العسكر، الذين يمنعوننا من التظاهر فيه». لكنّ محللين سياسيين رأوا أن قرار «الإخوان» بتنظيم تظاهرات في ذكرى انتصارات الجيش، أمر جانبه الصواب، ولن يجدي نفعا.