تونس: المعارضة و«النهضة» توقعان خارطة طريق تنصّ على تشكيل حكومة مستقلين

مؤتمر الحوار الوطني التونسي خلال انعقاده أمس حيث شهد توقيع خارطة طريق لتشكيل حكومة جديدة. رويترز

بدأت، أمس، أعمال الجلسة الأولى للحوار الوطني في تونس، لبحث السبل الكفيلة بإخراج البلاد من المأزق الذي تعيشه منذ نحو شهرين، حيث وقعت حركة النهضة الإسلامية الحاكمة والمعارضة خارطة طريق، تنص على تشكيل حكومة مستقلين، وذلك بعد تأخّر دام ساعات عدة،بسبب رفض حركة «النهضة» توقيع «خارطة الطريق» كشرط للمعارضة لبدء الحوار، فيما أعلن الرئيس المؤقت، المنصف المرزوقي، أمس، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن الفشل في هذا الحوار سيعرض الأمن القومي للخطر ويشل الاقتصاد، وأن خطر الإرهاب جدي، وإن كان تحت السيطرة.

وحضر الجلسة الافتتاحية للحوار الرؤساء الثلاثة،الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المؤقتة علي العريض، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، والأطراف الراعية للحوار، وقادة الأحزاب الممثلة في المجلس التأسيسي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية.

وألقى الرؤساء الثلاثة كلمات خلال الجلسة الافتتاحية، أكدوا فيها أهمية الحوار، للخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد.

وفي الكلمة الافتتاحية، قال الأمين العام لاتحاد الشغل، حسين العباسي، إن أمام الأطراف خيارين لا ثالث لهما، هما التوافق أو فتح المجال أمام الفوضى والأجندات الخارجية، وأضاف أنه يفترض في المتحاورين التخلي عن منطق الغالب والمغلوب. وأوضح أنه من المنتظر أن تشهد الجلسة الإعلان عن خارطة طريق، لإخراج البلاد من حالة الإرباك. وطالب باحترام التوافقات التي سينتهي إليها الحوار الوطني، وبوضع جدول زمني لتنفيذها.

وأعلن علي العريض أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى ضمانات، حتى ينجح مسار الحوار. وحثّ على النأي بالجيش والشرطة، ومصالح تونس الخارجية، عن الصراعات الحزبية الضيقة. من جانبه، قال مصطفى بن جعفر إن تونس تمر بفترة حرجة، تحتاج إلى التوافق. وأشار إلى أن جرائم الاغتيال تهدف إلى إجهاض المسار الانتقالي للبلاد عقب الثورة، مشدداً على أهمية الوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية، وتوفير الأجواء لإجراء انتخابات نزيهة. وحث على تعزيز الثقة بين الأطراف المتحاورة، وزيادة المساحات المشتركة بينهم، ومواجهة العقبات التي يمكن أن تعترض الحوار. وقال المنصف المرزوقي «أنا على أشد قناعة أننا سنتوصل إلى وفاق سياسي، يمكننا من الوصول للانتخابات». وأضاف أن إطالة النقاشات أو الفشل فيها سيهددان الوضع الاقتصادي بالبلاد. وقال للمؤتمرين إن التونسيين «ينتظرون منكم تحقيق تطلعاتهم لبناء دولة قوية، لا تخيبوا أمل شعب وأمة وكل أصدقاء الديمقراطية في العالم».

 

تويتر