تراجع كبير في العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا
كشف مسؤولون إسرائيليون عن تراجع كبير طرأ في الفترة الأخيرة على العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا، وأن الأخيرة ليست معنية بتسوية الخلاف بين الدولتين على خلفية اعتراض الجيش الإسرائيلي لـ«أسطول الحرية» لكسر الحصار عن غزة في مايو 2010.
ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، قولهم إن «العلاقات الأمنية مع تركيا مقلصة جداً»، وكشفوا عن أن الاتصالات بين الدولتين لحل الخلاف بينهما «عالقة» ولا تتقدم.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين حول الاتصالات لحل الخلاف الذي نشأ عقب اعتراض الأسطول، إن «الأتراك يخربون حالياً أية محاولة للتوصل معهم إلى تفاهمات، وهم لا يريدون إغلاق الموضوع، وهذه (الاتصالات) عالقة تماماً، وعلى الرغم من جهود الرئيس (الأميركي باراك) أوباما فإنهم لا يريدون التقدم في الموضوع». ولم يستبعد المسؤولون الإسرائيليون احتمال تسوية الخلاف في وقت لاحق في حال اقتضت المصالح التركية ذلك.
وقالت الصحيفة إن هناك بالحكومة الإسرائيلية من يتعامل مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان «مثلما يتعاملون مع عدو»، لكن مسؤولاً إسرائيلياً شدد على أن «أردوغان يعمل ضدنا»، وأنه «يسير سوية مع أشد أعداء إسرائيل والعلاقات الأمنية معهم مقلصة جداً». وأضاف المسؤول نفسه، أنه «على ضوء الوضع الناشئ يستحيل التوصل معهم (الأتراك) إلى أي نوع من العلاقات الحميمية في موضوعات حساسة، ولن نستغرب إذا اكتشفنا في المستقبل أنه (أي أردوغان) يعمل ضدنا». وأشار مسؤولون إسرائيليون آخرون إلى أن «أردوغان تعارك مع إسرائيل، وتعارك مع النظام الجديد في مصر، ويواجه مشكلات مع السوريين، وهو يبذل كل جهد ممكن من أجل إرساء حكمه ومكانته رئيساً، لكن الأمور أصبحت أصعب بالنسبة إليه اليوم، لأن مكانته ضعفت في الشرق الأوسط، ولأن الاقتصاد التركي ضعف قليلاً». وأضافوا أن «أردوغان معني بأن يكون رئيساً كما هي الحال لدى الأميركيين، لكن من دون التوازنات والكوابح الأميركية، لأنه لا يريد الحفاظ على الديمقراطية».
ووفقاً لـ«يديعوت أحرونوت» فإن المستوى الأمني الإسرائيلي يتعامل مع تركيا كدولة تواجه أزمة استراتيجية «على ضوء فشل أردوغان في إحداث التغيير الذي حاول قيادته في الشرق الأوسط لدى تحالفه مع الإخوان المسلمين».