الإبراهيمي يؤكد أن السوريين سيقررون مستقبل بلدهم
أكد مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، أمس، أن السوريين هم الذين «سيحددون المرحلة الانتقالية» في بلادهم. في وقت أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الإبراهيمي أن دمشق ستشارك في مؤتمر «جنيف2» لحل الازمة السورية انطلاقاً من حق الشعب السوري «الحصري» في اختيار قيادته، بينما أعرب وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر عن اعتقاده بوجود «تفكير جدي» لدى الولايات المتحدة «بفتح قنوات» مع دمشق.
وقال الإبراهيمي في اليوم الأول من اتصالاته في دمشق، إن السوريين هم الذين «سيحددون المرحلة الانتقالية» في بلادهم. وكان الإبراهيمي يوضح كلاماً أدلى به إلى مجلة «جون افريك» الفرنسية ونشر أول من أمس، وجاء فيه أن الرئيس بشار الأسد يمكن أن يسهم في المرحلة الانتقالية نحو «سورية الجديدة» من دون أن يقودها بنفسه.
وأضاف الإبراهيمي للصحافيين «الكلام الذي أقوله دائماً هو اننا نعمل حول جنيف 2، ومؤتمر جنيف أساسا لقاء بين الأطراف السورية، والتي هي ستحدد المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس أنا».
في السياق، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن المعلم تأكيده خلال لقائه مع الإبراهيمي أن «سورية ستشارك في مؤتمر جنيف 2 انطلاقاً من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي». وأضاف المعلم أن «الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية». وأشار إلى أن «كل التصريحات والبيانات التي صدرت بعناوين ومسميات مختلفة بما فيها بيان لندن حول مستقبل سورية، هي اعتداء على حق الشعب السوري واستباق لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد».
ويشير المعلم بذلك إلى بيان اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» في 22 أكتوبر، الذي أكد أن لا دور للأسد في مستقبل سورية.
كما نقلت «سانا» عن الإبراهيمي قوله إن «وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية وقف العنف والإرهاب واحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها»، متوقعاً «أن يتوافق السوريون على هذه المبادئ باعتبارها مبادئ أساسية في نجاح المؤتمر». وكان الإبراهيمي التقى، أمس، شخصيات من المعارضة السورية في الداخل التي يشارك ممثلون عنها في الحكومة السورية. وقال الوزير علي حيدر عقب اللقاء «لا يمكن توحيد المعارضة، من دون شك، لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لأننا نختلف اختلافاً جذرياً في الطرح»، واصفاً فكرة توحيد المعارضة بـ«الخيالية».
على صعيد آخر، قال حيدر «أظن أن واشنطن تفكر جدياً في فتح قنوات مع سورية، لكن من المبكر التكلم عن ذلك، خصوصاً أن أميركا لم تتوقف عن الدعم السياسي والاعلامي (للمعارضة السورية في الخارج) وحتى التكلم عن التسليح والتمويل والتدريب». وأضاف «نتمنى أن يكون التغيير في الموقف الأميركي حقيقياً لا شكلياً».
من جهته، قال منسق هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبدالعظيم بعد لقائه الإبراهيمي مع أمين سر الهيئة رجاء الناصر، إنه طالب «بأن تكون وفود المعارضة ضمن وفد موحد باسم وفد المعارضة السورية، على أن يضم ممثلي الهيئة والائتلاف والهيئة الكردية العليا». واقترح في حال رفض الائتلاف هذا الطرح «أن يتم لقاء بين وفود المعارضة قبل مؤتمر جنيف للاتفاق على الرؤية السياسية المشتركة وآلية التفاوض المشتركة والمطالب المشتركة، ما يعزز قوة المعارضة».
وتأتي زيارة الإبراهيمي إلى دمشق من ضمن جولة إقليمية شملت دولاً عدة، أبرزها إيران وتركيا والعراق وقطر، وتهدف إلى تمهيد الطريق لعقد مؤتمر «جنيف2» لإيجاد حل للازمة السورية، غداة تحذيره من «صوملة» تهدد البلاد في حال استمرار النزاع العسكري.