القوات السورية تحاول فصل الأحياء الجنوبية لدمشق عن ريفها

تعرضت الأحياء الجنوبية للعاصمة السورية دمشق والمناطق المحيطة بها، أمس، إلى قصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول فرض «فكي كماشة» للفصل بين هذه المناطق التي تعد معاقل لمقاتلي المعارضة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، إن القوات النظامية، مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني ومسلحين موالين لها، حققت تقدماً في بلدة السبينة (جنوب دمشق) وسيطرت على مناطق فيها، وسط قصف عنيف تعرضت له البلدة صباح أمس. وأشار إلى تسجيل «حالات نزوح ومخاوف شديدة على حياة المدنيين الموجودين بكثافة في تلك المنطقة».

وأوضح عبدالرحمن أن القوات النظامية «تحاول التقدم في المناطق الجنوبية للعاصمة، وفرض فكي كماشة حول الأحياء الجنوبية وريف دمشق الجنوبي»، مشيراً إلى تعرض حي القدم في جنوب دمشق لقصف عنيف.

كذلك تدور اشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق. وكان المرصد أفاد، مساء أول من أمس، عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في قصف لقوات النظام على حي الحجر الأسود في جنوب دمشق. ووضع المرصد القصف ضمن محاولة النظام «استعادة جنوب دمشق»، و«تأمين العاصمة في شكل كامل». ويسيطر مقاتلو المعارضة على جيوب على أطراف دمشق، لاسيما في أحياء برزة (شمال) وجوبر (شرق) والأحياء الجنوبية. وتحاول القوات النظامية منذ اشهر فرض سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة التي تعد معاقل للمقاتلين، بهدف منعهم من التقدم نحو دمشق. إلى ذلك، قال المرصد إن القوات السورية الحكومية سيطرت على بلدة السفيرة في ريف حلب (شمال) القريبة من موقع له صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري، بعد قتال عنيف استمر أياماً عدة. وتقع بلدة السفيرة على طريق استراتيجي يمكن استخدامه للتخفيف عن مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب القريبة. وكان مقاتلون معارضون ومنهم بعض المرتبطين بتنظيم القاعدة يسيطرون على البلدة. وأضاف المرصد أن قوات الحكومة سيطرت على بدلة السفيرة الاستراتيجية بعد اشتباكات وقصف عنيف استمر أياماً. وتعمل فرق من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سورية لنزع أسلحتها الكيماوية وقالت إن فرقها لم تتمكن من الوصول إلى موقعين للتفتيش بسبب خطورتهما. ولم تحدد المنظمة الموقعين، لكن مصدراً مطلعاً على أعمالها قال إن أحدهما في السفيرة التي تقع جنوب شرقي حلب.

 

الأكثر مشاركة