القيادة الفلسطينية تطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق.. وإسرائيل تؤكد عدم تورطها

التقـريـر السويسري لا يؤكد ولا ينفي تسبب البولونيوم في وفاة عرفات

صورة

أكد خبراء سويسريون، أمس، أن التحاليل العلمية التي جرت في سويسرا لا تتيح البت في ما إذا كان البولونيوم سبب وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، إلا أنهم أشاروا إلى أن نسبة البولونيوم المرتفعة في رفات عرفات تشير إلى تورط طرف آخر، وفيما طالبت منظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في موت عرفات بعد ظهور النتائج المخبرية، نفت إسرائيل مرة أخرى أي تورط لها في وفاة عرفات.

كيري: تقدم مهم في المفاوضات

أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس، انه «احرز تقدماً مهماً» في محادثاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد تأكيده معارضة واشنطن للاستيطان الاسرائيلي. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في عمان «احرزنا تقدما مهما في محادثاتنا مع الفلسطينيين والاسرائيليين حول عدد من الامور ضمن مجموعة الامور التي تقلقنا». وأضاف أن «من المهم بالنسبة لنا أن تكون هناك امكانية للتقدم بحذر وبهدوء»، موضحاً أن «ما حدث في اليوم الأخير فتح الباب أمام عدد من الاحتمالات لأمور يمكن أن تشملها المحادثات فيما نمضي قدماً».

وتفصيلاً، قال مدير معهد الفيزياء الإشعاعية، البروفسور فرنسوا بوشو «لا يمكن القول إن البولونيوم كان سبب وفاة عرفات». وأضاف خلال مؤتمر صحافي في لوزان «لكن لا يمكن استبعاد ذلك»، موضحاً أن «نتائجنا تدعم منطقياً فرضية التسمم». وقال إن الخبراء الذين اجروا التحاليل عثروا على نسب تصل إلى 20 مرة أعلى مما اعتادوا قياسه. وتابع أن النسبة المرتفعة للبولونيوم في رفات عرفات تشير إلى ضلوع طرف آخر.

وبحسب نسخة عن تقرير للخبراء، نشرته قناة الجزيرة القطرية أول من أمس، فإن نتائج تحاليل العينات التي اخذها مختبر سويسري من رفات ياسر عرفات الذي توفي في مستشفى عسكري فرنسي ترجح «الفرضية القائلة إن وفاته كانت نتيجة لتسممه بالبولونيوم-210».

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبويوسف، إن «النتائج اثبتت تسمم عرفات بمادة البولونيوم». واضاف «كما تم من تشكيل لجنة دولية للتحقيق في مقتل رفيق الحريري، فيجب أن تكون هناك لجنة دولية للبحث في مقتل الرئيس عرفات». واتهم أبويوسف إسرائيل بالضلوع في قتل عرفات، مشيراً إلى أنه «في تلك الفترة كان معروفاً للجميع أن الهدف كان ازاحة عرفات من المشهد السياسي، وهو ما سعت إليه إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية». وأضاف أن «اصابع الاتهام الآن موجهة إلى إسرائيل، ومن يستطيع اثبات ذلك هو لجنة تحقيق دولية، استناداً للتقارير والظروف التي احاطت بمقتله». وأعلن المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف، أن «لجنة التحقيق الفلسطينية (في وفاة عرفات) ستعقد (اليوم) مؤتمرا صحافياً في الساعة العاشرة، سيتحدث فيه رئيس اللجنة توفيق الطيراوي عن مضمون ومحتوى التقرير في المقاطعة»، مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون رعنان غيسين، أن شارون أعطى اوامر بعدم قتل عرفات.

وقال لوكالة فرانس برس «أمر ارييل شارون بالقيام بكل شيء لتجنب قتل عرفات الذي كان محاصراً في عام 2002 في المقاطعة على يد جنودنا». وأضاف أن «تعليمات شارون كانت بأخذ كل الاحتياطات اللازمة حتى لا يتم اتهام إسرائيل بقتل عرفات». وتابع أن «هذا هو السبب وراء سماح شارون بإجلاء عرفات إلى مستشفى في فرنسا عندما أثبت أنه كان يحتضر». واشار غيسين إلى انه «بدلا من توجيه اتهامات لا أساس لها إلى اسرائيل، من الافضل أن يتساءل الفلسطينيون عن من كانت لديه مصلحة من موت عرفات من حاشيته، وفوق ذلك من وضع يديه على الأموال التي كان عرفات يسيطر عليها». ورداً على سؤال حول التهديدات بالقتل التي وجهها شارون في السابق ضد عرفات، أكد غيسين أنها لم تكن سوى «إعلانات سياسية لم تترتب عليها نتائج عملية». وكان المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور نفى أي مسؤولية لإسرائيل في وفاة عرفات. وقال بنبرة ساخرة «هذا مسلسل درامي، مسلسل درامي تقوم فيه سهى عرفات (أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل) بمحاربة ورثة عرفات في الحلقة المائة وشيء»، مؤكداً أن «الفريقين تم تكليفهما من قبل أطراف معنية، وليسا فريقين مستقلين». لكنه أكد «على أي حال فإن الأمر لا يعني إسرائيل، لان لا علاقة لنا به».

تويتر