حيث الدفء والطعام الساخن

السجن أفضل مكان للمتشردين البلجيكيـين في الشتاء

التشرد يعد مخالفة قانونية في بلجيكا. غيتي - أرشيفية

عندما يحل فصل الشتاء في أوروبا يصبح من الصعب العيش في مكان لا تتوافر فيه التدفئة. وفي بلجيكا يعاني المتشردون الذين لا يملكون مأوى كثيراً، إذ تنخفض درجات الحرارة دون الصفر فأصبح البرد عقوبة يخشاها المئات الذين افترشوا شوارع المدن الكبرى.

وبات دخول السجن بالنسبة للكثير من هؤلاء هدفاً يجب العمل لتحقيقه قبل حلول الشتاء، فهناك توجد تدفئة وأماكن للاستحمام ووجبات ساخنة. ولا يتردد بعضهم في القيام بجنح ومخالفات وينتظرون حكم القاضي بفارغ الصبر، وفي حال حكم بالبراءة فإن المتشرد يصاب بخيبة الأمل. وتعودت إدارات السجون البلجيكية على هذا السلوك الغريب وباتت تجهز زنزانات احتياطية تحسباً لقدوم نزلاء من هذا النوع.

وأخيراً، قام شخص في مدينة لياج، كان يسكن في خيمة في انتظار الحصول على سكن من قبل البلدية، بسرقة محل تجاري من أجل الخروج من هذا الوضع الذي لم يتحمله. ويقوم العديد ممن لا يملك مأوى بمخالفات مشابهة، مع اقتراب فصل الشتاء، على أمل أن ينتهي بهم الأمر في السجن حيث الدفء والطعام. وبالنسبة للقانون في بلجيكا، فإن التشرد أو الإقامة غير الشرعية تؤديان في كل الأحوال إلى التوقيف أو الحبس. وبالتالي فإن المتشردين لا يجدون صعوبة كبيرة للوصول إلى الزنزانة، خصوصاً إذا ارتكبوا جنحة ولو بسيطة. وتفتح الجمعيات الخيرية في بلجيكا وبقية البلدان الأوروبية ابوابها لاستيعاب المتشردين وتقديم الطعام الساخن لهم، في الشتاء، ويقول أحدهم، «أنا خائف، في كل يوم وليلة، إذا كنت متشرداً وتنام في الحديقة العامة وتتناول المشروب كي تبقى على قيد الحياة وتتغلب على البرد، وعندما تستيقظ في الصباح بعد ساعتين او ثلاث من النوم، تتفحص نفسك لتتأكد أنك مازلت على قيد الحياة». وتصل درجة الحرارة في بعض الدول الأوروبية إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر.

 

تويتر