شهيد برصاص الاحتلال قرب القدس المحتلة
«السلطة» تـتهم إسرائيل رسمياً باغتيال عرفات
اتهمت السلطة الفلسطينية، أمس، إسرائيل باغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد تسلمها نتائج تحاليل أجريت على عينات من رفات عرفات، وطالبت فرنسا بتسليم تقريرها في هذا الشأن، في وقت استشهد، فجر أمس، شاب فلسطيني من سكان مدينة الخليل، برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، على حاجز «الكونتينر» شمال شرق القدس المحتلة، بعد ساعات من استشهاد شاب آخر على حاجز زعترة قرب نابلس.
واتهم رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات، توفيق الطيراوي، إسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني.
وقال في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية، إن «اسرائيل هي المتهم الأول والأساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات». وأضاف أن «كل القيادات العسكرية والاسرائيلية والامنية والسياسية هي المسؤولة، بمن فيهم من كان على رأس القيادة في إسرائيل».
وأوضح أن التقارير التي تلقتها السلطة تؤكد أن عرفات «لم يمت بسبب تقدم السن، ولم يمت بسبب المرض ولم يمت موتاً طبيعياً».
وتوفي عرفات عن 75 عاماً في 11 نوفمبر 2004، في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس، حيث نقل في نهاية أكتوبر إثر معاناته آلاماً في الأمعاء من دون حمى، من مقره برام الله، حيث كان يعيش محاصراً من الجيش الاسرائيلي منذ ديسمبر 2001.
وأجرى خبراء فرنسيون وسويسريون وروس في نوفمبر من العام الماضي تحاليل على رفاته بعد نبشها وأغراضه الشخصية.
وقال الخبراء السويسريون، أول من أمس، إن النتائج «تدعم وتنسجم مع» فرضية تسميمه بمادة البولونيوم، لكن من دون ان يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة سببت وفاته، موضحين انهم وجدوا نسب البولونيوم التي قاسوها اعلى بمعدل ثلاث مرات من تلك التي اعتادوا قياسها.
كما تلقت لجنة التحقيق الفلسطينية نتائج تحاليل قام بها خبراء روس شاركوا في اخذ عينات من رفات عرفات. وقال الطيراوي «نستطيع التأكيد أن اللجنة لديها معطيات وبينات وقرائن وهذه النتائج قربتنا من اثبات صحة نظريتنا حول اغتيال ياسر عرفات». وأضاف «نحن اقتربنا من الحقيقة، وسنستمر بعمل تحقيق كامل للبحث والتأكد من جميع التفاصيل». وأكد الطيراوي أنه «لا يمكن ان نترك من قام بهذه الجريمة وسيقدم للقضاء المحلي والدولي، لكن عندما ننتهي من التحقيق والوصول إلى الحقيقة كاملة».
من جهته، طلب وزير العدل الفلسطيني علي مهنا، أمس، من فرنسا تسليم تقريرها حول العينات البيولوجية لعرفات إلى لجنة التحقيق الرسمية. وقال في مؤتمر صحافي «لم نتلق اي جواب حتى الآن من الطرف الفرنسي. لقد بعثنا برسالة جديدة إلى الفرنسيين نطالب فيها بتسريع ارسال النتائج ومازلنا ننتظر». وأكد أن «فرنسا تعرف الحقيقة كاملة، وتعرف كل المعطيات حول استشهاد عرفات».
من ناحية أخرى، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن جنود الاحتلال الموجودين على حاجز «الكونتينر» شمال شرق القدس المحتلة، أطلقوا النار صوب الشاب فؤاد الأطرش (23 عاماً) من مسافة قصيرة، ما أدى لإصابته بجروح بالغة الخطورة استشهد إثرها. وادعى الجيش الإسرائيلي أن الشاب، حاول طعن أحد الجنود على الحاجز قبل أن يتم إطلاق النار تجاهه من مسافة قصيرة وإصابته بجراح خطيرة ومن ثم وفاته بعد وقت قصير. بدوره قال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفلد، إن «الفلسطيني خرج من سيارته وهو يركض نحو شرطة الحدود التي كانت تقوم بدورية، كان يحمل سكيناً، ورد ضابط في حرس الحدود بإطلاق النار على المشتبه فيه الذي اصيب اصابة خطرة قبل ان يقضي متأثراً بجروحه». وقال فؤاد الاطرش والد الشهيد انس لـ«فرانس برس»، إن حرس الحدود الاسرائيليين «اوقفوا ولدي الاثنين عند الحاجز، ثم اقتربوا وفتحوا باب السيارة. حاول ابني الخروج من السيارة فأطلقوا النار عليه». واعتقل شقيقه. وكان شاب استشهد مساء أول من أمس، على حاجز زعترة جنوب نابلس، بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار. وفي الضفة الغربية أيضا، أصيب إسرائيليان بجروح طفيفة في هجوم بزجاجة حارقة ألقيت على سيارتهما بالقرب من مستوطنة تقوع القريبة من بيت لحم، حسبما اعلن الجيش الإسرائيلي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news