عقيد في الجيش الحر يستبعد الحسم العسكري
مع انشقاق أول دفعة من الضباط في الجيش السوري النظامي عن القيادة في دمشق، راود هؤلاء الحلم بتكوين جيش قوي للمعارضة، لكن هذا الأمل تحطم، وعلى الرغم من ذلك، فإن ضابطاً سابقاً في الاستخبارات السورية يرى أن نظام الرئيس بشار الأسد لا يمكنه تحقيق انتصار عسكري على المعارضة.
وقال المدرب السابق في الاستخبارات العسكرية السورية، العقيد المنشق إبراهيم بيطار، إن الحسم لن يكون في ميدان القتال، إلا أنه يعتقد أن الطريق إلى إنهاء هذا الصراع يجب أن يكون عن طريق القوة العسكرية، موضحاً أنه إذا أمكن تسليح المعارضين بشكل كافٍ «وأنا أعني هنا الثوار الحقيقيين»، فإن النظام سيقبل عندئذ بالمفاوضات وستكون هناك ضمانات دولية لتفعيل نتائج هذه المفاوضات.
وأضاف أن «الثوار المزيفين» هم مقاتلون أجانب ينتمون على سبيل المثال إلى المجموعة المتطرفة التابعة لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، مشيراً إلى أن هؤلاء استطاعوا بقوة السلاح السيطرة على العديد من المناطق في سورية، وعينوا «خليفتهم» فيها. وأكد أنهم تصرفوا بشكل سيئ في منطقة الدانا بمحافظة إدلب «وكان على رئيس أركان الجيش السوري الحر أن يكون له رد فعل، لكنه لم يفعل شيئاً، وأكد أن أهم ما يجب أن تفعله على قيادة الجيش السوري الحر «هو الرقابة على المعابر الحدودية وتأمينها، حتى نعلم أي مقاتلين أجانب يدخلون وإلى أي الفصائل يريدون أن ينضموا». وقال «ولقد قلت ذلك للعميد يحيى البيطار من رئاسة أركان الجيش الحر، لكنه اكتفى بالقول إن هناك نقصاً في الإمكانات اللازمة لذلك». وأعرب بيطار عن أسفه لأن الدول الداعمة لقوات المعارضة لا تتبع هدفاً واحداً وإنما «تتبع مصالحها الشخصية».
وقال بيطار إن مدير المخابرات الجوية اللواء جميل حسن رجل «متعطش للدماء»، وله صلاحيات تتخطى بشكل واسع واجبات منصبه «فهو يتخير مواقع يتم قصفها في وقت لاحق من قبل سلاح الجو». وكان العقيد بيطار مدرباً سابقاً في الاستخبارات العسكرية، وكثير من القادة الذين يقودون الحرب في هذه الأيام ضد قوات المعارضة كانوا من تلاميذه. وتمكن بيطار في بداية الاحتجاجات المطالبة برحيل الأسد بفضل علاقاته القديمة من جمع معلومات كثيرة حول المداهمات والهجمات التي يعتزم الجيش القيام بها في 2011، الأمر الذي استفادت منه المعارضة.