الرحلات الخارجية عقوبة الجانحين في فرنسا
تشكل ظاهرة الانحراف لدى المراهقين مشكلة كبيرة في فرنسا، خصوصاً في المناطق الفقيرة. ولم تفلح الحكومات المتعاقبة في إيجاد حلول لهذه المشكلة، واكتشفت جمعيات مدنية، أخيراً، أن السلطات ترسل الجانحين إلى بلدان مختلفة لقضاء فترات محددة، ثم يعودون من أجل تحسين سلوكهم. وعندما قام شرطي في مدينة ليون بتوقيف شاب يبلغ من العمر 16 عاماً، قام بمخالفة قانونية، انتبه أنها المرة الخامسة التي يقوم بها بتوقيفه، لكن المرة الأخيرة كانت قبل أشهر. وعندما سأله عن سلوكه في الفترة الأخيرة، قال المراهق إنه كان يقضي عقوبة في السويد، وتتمثل في رحلة «قسرية». ويبدو أن الشاب أعجب بالفكرة فقد كان سعيداً بوجوده في السويد. ويقول حقوقيون إن السلطات تريد أن تبعث برسالة إلى المجتمع تحثهم فيها على الاهتمام بأبنائهم وإلا سيضطرون لفراقهم بعض الوقت. وينشط الجانحون في محطات المترو والأحياء الفقيرة، ويقومون بأعمال السرقة والتخريب. ويطمح القضاء الفرنسي لجعل القطيعة المحدودة بين الاهل والجانح مفيدة للطرفين، وقد تنتهي بإصلاح سلوك المنحرفين. وبالتنسيق مع السلطات القضائية والأمنية، تقوم جمعيات رعاية المراهقين بتنظيم رحلات إلى إفريقيا وبلدان اسكندنافية، وتتضمن أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية، من أجل تطوير الحس الاجتماعي لدى الجانحين، وجعلهم يقبلون على الحياة من جديد، وأن ينسوا ماضيهم من خلال تحليهم بالمسؤولية. وتزايدت نسب الجريمة بين المراهقين في وقت شددت فيه السلطات القوانين في ما يخص جرائم القاصرين.