فلسطينية ترفع شارة النصر خلال استعراضات عسكرية لـ«كتائب القسام» بمخيم جباليا في قطاع غزة أمس. أ.ف.ب

الاحتلال يدفع بمخطط استيطاني لإقامة حديقة في القدس

أمرت الحكومة الإسرائيلية، أمس، بدفع مخطط استيطاني لإقامة «حديقة وطنية» في القدس الشرقية، بهدف منع أعمال بناء فلسطينية، على الرغم من معارضة وزير حماية البيئة، عمير بيرتس، لإقامتها، فيما توقع قائد الجبهة الوسطى الأسبق للجيش الإسرائيلي، عضو الكنيست، عمرام متسناع، نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة في الفترة القريبة المقبلة، وأن تكون مختلفة عن الانتفاضتين الأولى والثالثة.

وتفصيلاً، أفاد موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني بأنه في نهاية سبتمبر الماضي تم تسجيل أقوال موظفة في «سلطة الطبيعة والحدائق» اعترفت فيها بأن الهدف الأساسي من إقامة هذه الحديقة، التي تقع عند السفوح الشرقية لجبل المشارف، وخلف الجامعة العبرية، هو «لجم البناء الفلسطيني في هذه المنطقة» وليس حماية الطبيعة.

ورجحت الصحيفة أنه من خلال دفع هذا المخطط، ومخططات استيطانية أخرى، في الضفة الغربية والقدس الشرقية، أرادت الحكومة «تعويض» اليمين الإسرائيلي والمستوطنين بعد إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين الأسبوع الماضي.

غارتان إسرائيليتان على غزة

شنت طائرات إسرائيلية أمس، غارتين على أراضٍ خالية في غزة وشمالها، من دون وقوع إصابات. وقالت وكالة صفا المحلية إن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على أراضٍ خالية شرقي حي الزيتون وبلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة. وذكرت أن الطيران الحربي استهدف أرضاً خالية بالقرب من موقع «تونس» التابع لكتائب القسام، وأغار على أرض ثانية في منطقة البرقة نهاية شارع نعيم، شرقي بلدة بيت حانون. وتزامن القصف مع استعراضات عسكرية كبيرة نظمتها «كتائب القسام»، الذراع المسلحة لحركة حماس، بمشاركة الآلاف من عناصرها في أرجاء قطاع غزة كافة، في الذكرى السنوية الأولى للهجوم الإسرائيلي الواسع على غزة في 14 من نوفمبر الماضي واستمر لمدة ثمانية أيام.

وتابعت أن مخطط إقامة الحديقة أدى إلى حدوث مواجهة بين مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير حماية البيئة، عمير بيرتس، الذي يعارض المخطط بشدة.

وأعلن مندوبو لجنة التخطيط والبناء في منطقة القدس التابعة لوزارة الداخلية، أن بيرتس طلب منهم عدم دفع مخطط الحديقة، لكن اللجنة واصلت مداولاتها.

ونقلت «هآرتس» عن مصدر مطلع على تفاصيل المخطط وأبحاث لجنة التخطيط، قوله إن اللجنة تلقت أمراً بإجراء مداولات «ماراثونية» بهدف المصادقة بأسرع ما يمكن على قرار بالإعلان عن هذه المنطقة أنها «حديقة وطنية».

وتقع المنطقة، التي تعتزم إسرائيل إقامة الحديقة فيها بين قريتي العيساوية والطور الفلسطينيتين، اللتين أصبحتا تعتبران ضاحيتين في القدس وتخضع لنفوذ بلدية القدس الإسرائيلية. ويؤكد سكان القريتين الفلسطينيتين أن الهدف من إقامة الحديقة هو منع توسعهما وتطويرهما، وأن ما يثبت ذلك هو عدم وجود أي قيم طبيعية أو أثرية تبرر الإعلان عن هذه المنطقة «حديقة وطنية». ومنطقة هذه الحديقة هي المساحة الوحيدة التي بإمكان سكان القريتين الفلسطينيتين التوسع فيها.

من ناحية أخرى، قال عمرام متسناع للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس «إننا نقترب من انتفاضة ثالثة، وستتميز بأعمال عنف متطرفة أقل، وستُستخدم خلالها أساليب أخرى مثل توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة، ومظاهرات جماهيرية ومطالب بمقاطعة إسرائيل».

وأشار متسناع، الذي كان الحاكم العسكري للضفة الغربية خلال الانتفاضة الأولى، التي اندلعت في نهاية عام 1987، إلى أن إسرائيل أطلقت تسمية انتفاضة على الانتفاضتين الأولى والثانية بعد اندلاعهما بفترة طويلة نسبياً.

وجاءت أقوال متسناع على خلفية جدل يدور في إسرائيل حول ما إذا كانت عمليات نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين، خلال الشهرين الماضيين، وقتل خلالها أربعة عسكريين إسرائيليين كان آخرهم جندي قُتل طعناً، أمس، على أيدي فتى فلسطيني، تشكل بداية لانتفاضة ثالثة، فيما يقول جهاز الأمن الإسرائيلي إن هذه العمليات هي عمليات أفراد وليست بداية انتفاضة جديدة.

من جانبه، قال الوزير الإسرائيلي لشؤون الاستخبارات، يوفال شطاينيتس، للإذاعة الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) «يسيطران على الأوضاع (في الأراضي الفلسطينية) بشكل كافٍ لمنع انتفاضة ثالثة». واعتبر شطاينيتس أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والسلطة الفلسطينية «ليسا بريئين (من الأحداث الأخيرة) بسبب التحريض ضد إسرائيل في جهاز التعليم الفلسطيني».

وأعلنت منظمة العفو الدولية أن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تتخذا أي إجراء لفتح تحقيقات مستقلة ومحايدة في مزاعم وقوع انتهاكات خلال المواجهات في قطاع غزة، بعد مرور عام على وقوعها.

الأكثر مشاركة