الببلاوي: مصر تمر بمرحلة انتقالية بالغة الأهمية

رأى رئيس الوزراء المصري، حازم الببلاوي، أن بلاده تمر بمرحلة انتقالية بالغة الأهمية، معتبراً أن الحكومة تعمل على جعل حاضر المواطن المصري أفضل من ماضيه، ومستقبله أفضل من حاضره، ووضع الببلاوي حجر أساس لنصب تذكاري ستقيمه حكومته في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية تكريما للشهداء، فيما قال المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت، أحمد المسلماني، إن مصر تحتاج إلى نظام رئاسي قوي، معتبراً أن مصر لم تعد تحتمل ما سماه «حالة المسخ السياسي».

وتفصيلاً، قال الببلاوي، خلال احتفال لتدشين النصب التذكاري لشهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو بميدان التحرير في وسط القاهرة أمس، إن «المرحلة الانتقالية يجري العمل فيها على صياغة دستور جديد للبلاد، يمثل تطلعات وآمال المصريين جميعاً بكل فئاتهم وأطيافهم، ثم يعقب ذلك إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لتكتمل المؤسسات الدستورية المنتخبة، وفق إرادة شعبية حرة».

وأضاف أن الحكومة تعمل كذلك على توطيد الأمن والاستقرار، وتحقيق سلامة المواطن وحقوقه كأولوية أولى، وعلى الصعيد الاقتصادي للاستجابة للمطالب العاجلة والملحة، من دون أن نغفل المطالب طويلة الأجل والمتمثلة في إعادة هيكلة الاقتصاد، وتعظيم موارد البلاد، وترشيد المصروفات، وتحسين مستوى المرافق والخدمات، وزيادة الاستثمارات وفرص العمل.

وقال الببلاوي إن «المرحلة الانتقالية تمثِّل مرحلة تأسيسية طريقها صعب لتحقيق ما نصبو إليه من حرية وعدالة وتقدم، ونحن واثقون من النجاح، وأن ما نتحمله الآن سيجعل حاضر المواطن المصري أفضل من ماضيه، ومستقبله أفضل من حاضره».

وأشار إلى أن ثورة 25 يناير تكللت بالنجاح، فأسقطت النظام وأنهت عقوداً من حكم الفرد، وأسست مرحلة جديدة من تاريخ مصر تكون فيها السيادة للشعب، فيختار من يريد ليحكمه، ويسحب منه الثقة إذا ما حاد عن الطريق، أو انحرف إلى مسار يخالف القيم التي قامت من أجلها الثورة، فيما خرجت جموع الشعب مجدَّداً في 30 يونيو 2013، بعدما أيقنت أن نظام الحكم القائم آنذاك قد حاد عن أهداف ومبادئ ثورة يناير، ومرة ثانية تنحاز القوات المسلحة لإرادة الشعب، فالشرعية للشعب، يمنحها لمن يشاء، وينزعها ممن يشاء.

وحيَّا الببلاوي أرواح شهداء ثورتي 25 يناير (التي أطاحت نظام الرئيس السابق حسني مبارك)، و30 يونيو التي أنهت نظام الرئيس السابق محمد مرسي، بعد عام واحد من توليه الرئاسة، وقدَّر تضحيات رجال الجيش والشرطة، الذين قدموا أرواحهم فداء لصون أمن مصر.

من جانبه، قال المسلماني، في تصريح صحافي، إن «مصر تحتاج إلى نظام رئاسي قوي، ويجب ألا تقل سلطات قصر الاتحادية بالقاهرة عن سلطات البيت الأبيض في واشنطن، وإن الحديث عن الخوف من فرعون جديد بعد أن خاض الشعب ثورتين أصبح حديثاً بلا قيمة، وهدفه الوحيد شل مؤسسة الرئاسة وحصار صانع القرار ورهن المستقبل على حسابات وتحالفات حفنة أشخاص في الساحة السياسية».

ورأى أن الذين يدعون إلى سطوة البرلمان «لا يريدون بالضرورة تعظيم الديمقراطية، بل تعظيم أدوارهم والإبقاء على مساحة التفكك السياسي في المجتمع»، مشيراً إلى أنه يرى ذلك باعتباره باحثاً في العلوم السياسية.

ونبَّه المسلماني إلى أن مصر لا تحتمل ما سماه «حالة المسخ السياسي»، معتبراً أنه لا خيار للانطلاق نحو المستقبل «إلا أن يكون نظاماً رئاسياً قادراً على مواجهة تحديات الداخل والخارج، وإنجاز المشروع الحضاري لبلادنا».

وكانت «لجنة الـ 50»، المعنية بتعديل الدستور المعطَّل توصلت، بعد مناقشات مطوَّلة الأسبوع الماضي، إلى مجموعة من المواد تمثِّل طرق اختيار رئيس الجمهورية وصلاحياته، وأقرت نظاماً شبه رئاسي، يشارك فيه رئيس مجلس الوزراء رئيس البلاد اتخاذ القرار.

 

 

الأكثر مشاركة