البطريرك لحام يدعو المسيحيين السوريين إلى البقاء في بلادهم

دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام إلى بقاء المسيحيين السوريين في بلادهم، مشيراً إلى أن 450 ألف مسيحي سوري نزحوا داخل البلاد أو لجأوا إلى خارجها منذ بدء النزاع السوري قبل 31 شهراً، مشيراً إلى أن 40 ألفاً بينهم نزحوا إلى لبنان.

وتوجه لحام إلى الفاتيكان، أمس، لإجراء محادثات مع البابا فرنسيس حاملاً معه «الملف السوري»، بحسب قوله.

وقال لحام في مقابلة مع «فرانس برس» في بيروت، «أقول لأولادنا، ابقوا في بلدكم. المستقبل صعب لكن سيكون أفضل إن شاء الله». وأضاف «أقول للدول الأوروبية التي تريد أن تساعد: ساعدوا الحالات الخاصة، الحالات الانسانية الصعبة، لكن لا تشجعوا على الهجرة».

واعتبر أن القول «بالاستعداد لاستقبال كذا عدد (من المسيحيين السوريين) وكوتا معينة يعني تفضلوا هاجروا، وهذا أنا ضده». ويبلغ عدد مسيحيي سورية مليوناً و750 ألفاً، وهو ما يشكل نسبة 10% من السكان. وقال لحام إن النزاع المستمر في سورية منذ نحو ثلاث سنوات تسبب «بتضرر وتدمير 57 كنيسة ومطرانية ومعبد»، و«بمقتل بين 1000 و1200 مسيحي من عناصر الجيش والمدنيين». ورأى لحام أن الخطر على المسيحيين يتمثل في «الحرب ذاتها، والمأساة الحالية والفوضى والعصابات المسلحة التكفيرية»، مشيراً إلى أن «المسيحيين ليسوا وحدهم المستهدفين، إنما كل السوريين مستهدفون، شيعة وسنة ودروز ومسيحيون، ومن كل الطوائف».

وحمل الولايات المتحدة وأوروبا جزءاً من المسؤولية في استمرار الحرب، وقال «مجرد ألا تنجح أميركا وأوروبا والدول العربية في وقف تدفق 2000 فريق غير معروف من وراءهم من العصابات والمجرمين والمهلوسين الذين هم عملياً آلة الهجرة، يعني أنها مسؤولة».

وأضاف «عليها ان توقف مساعدة هؤلاء ماديا وحربيا ولوجستيا». وأقر لحام بأن الهجرة في العالم العربي تشمل المسلمين أكثر من المسيحيين، إلا أنه شدد على أهمية أن «يبقى هناك حضور إسلامي مسيحي متوازن».

واعتبر أن حماية الوجود المسيحي «ليس في يد الفاتيكان، ولا في يدنا، إنما في يد الدول التي تقوم بالحرب في المنطقة». وقال متوجهاً إلى هذه الدول «أوقفوا السلاح، أوقفوا الحرب، وأعطيكم حضوراً مسيحياً متفاعلاً وحواراً اسلامياً مسيحياً وعيشاً مشتركاً».

الأكثر مشاركة