طهران تراه اعترافاً بحقوقها.. وإسرائيل تعتبره «خطأ تاريخياً» وستراجع خياراتها

اتفاق تاريخي بـين إيران والقوى الكبرى حول الملف النووي

جون كيري يعانق كاترين أشتوق عقب التوصل لاتفاق الليلة قبل الماضية. رويترز

توصلت القوى الكبرى وطهران إلى أول اتفاق تاريخي لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، الليلة قبل الماضية، في جنيف، يحمل أملاً في الخروج من أزمة مستمرة منذ اكثر من 10 سنوات مع التأكيد أنه «خطوة أولى» تم اجتيازها، ووصف المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، الاتفاق بأنه «نجاح»، ووصفه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأنه اعتراف بحقوق بلاده النووية، فيما قال الرئيس الأميركي، باراك اوباما، إنه «خطوة أولى مهمة»، في المقابل نددت إسرائيل بالاتفاق مؤكدة حقها في الدفاع عن النفس، وقالت إنها ستراجع خياراتها.

وتفصيلاً، بعد أيام من المفاوضات الصعبة، أعلنت القوى الكبرى وإيران التوصل إلى اتفاق تقبل بموجبه إيران بالحد من برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما يمهد الطريق أمام فترة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة اشهر.

لمشاهدة مخطط يوضح المواقع النووية الإرانية، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

وقال خامنئي «لابد من شكر العناية الإلهية والصلوات ودعم الشعب»، مضيفاً في رسالة إلى الرئيس، حسن روحاني، انه يتوجب «دوماً الصمود أمام المطالب المبالغ فيها» من الدول الأخرى في المجال النووي.

وهكذا قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي «في الاتفاق، تم قبول حق تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وهيكلية العقوبات بدأت تتصدع».

وأضاف «لكل طرف تفسيره الخاص، لكن حق إيران في التخصيب مذكور بوضوح في النص»، وتابع «أقول للأمة إن أنشطة التخصيب ستتواصل كما في السابق في نطنز وفوردو وأصفهان».

لكن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عبر عن موقف مختلف قائلاً إن الاتفاق «لا ينص على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، مهما جاء في بعض التعليقات». وحق تخصيب اليورانيوم ليس مذكوراً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية الموقعة من قبل إيران.

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، كُلفت الإعلان عن هذا الاتفاق. وتلت، أمس، محاطة بجميع الوزراء الذين شاركوا في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، بياناً مشتركاً يعلن التوصل إلى «اتفاق حول خطة عمل». وقالت اشتون «توصلنا إلى اتفاق على خطة عمل»، والى جانبها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف. وبعدها تصافح وزراء خارجية دول مجموعة «٥+١» (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا) مع ظريف للتهنئة بالاتفاق.

وفي إشارة إلى مضمون الاتفاق، الذي لم تشأ الخوض في تفاصيله، اعتبرت اشتون انه «من السوء دوماً أخذ مسألة ومحاولة تحديد موقع لها بطريقة ما». وقالت لوكالة «فرانس برس» «سعينا إلى الرد على مخاوف المجتمع الدولي، والتحرك بشكل يحترم الحكومة والشعب الإيرانيين».

واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف «نتيجة مهمة، لكنه ليس إلا خطوة أولى». وقال ظريف في مؤتمر صحافي «لقد أنشأنا لجنة مشتركة لمراقبة تطبيق اتفاقنا. آمل أن يتمكن الطرفان من التقدم بطريقة تسمح بإعادة الثقة».

وأضاف ظريف أمام الصحافيين أن الاتفاق يتضمن «إشارة واضحة مفادها أن التخصيب سيستمر» في إيران، وهي مسألة لطالما اعتبرت حجر العثرة الرئيس في المفاوضات. وقال «نعتبر أن ذلك من حقنا».

وفي ردود الفعل، اعتبر الرئيس الأميركي أن الاتفاق يمثل «خطوة أولى مهمة»، مشيراً في الوقت عينه إلى استمرار وجود «صعوبات هائلة» في هذا الملف. وقال إن الاتفاق «يقفل الطريق الأوضح» أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، مجدداً دعوة الكونغرس إلى عدم التصويت على عقوبات جديدة على إيران.

من جهته، اعتبر كيري أن الاتفاق «سيجعل العالم اكثر أمناً، وإسرائيل وشركاءنا في المنطقة اكثر أمناً»، وقال كيري إن الاتفاق الذي وُقّع مع إيران في جنيف يشكل «خطوة أولى».

من جهته، رحب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالاتفاق قائلاً «ليس هناك من خاسر، الكل رابح». وقال وزير الخارجية الصيني، وانغ ويي، في بيان إن «الاتفاق سيسهم في الحفاظ على نظام حظر انتشار الأسلحة النووية الدولي، وسيصون السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

وقال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إن «الاتفاق التمهيدي الذي اعتمد هذه الليلة يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ومرحلة نحو وقف البرنامج العسكري النووي الإيراني، وبالتالي نحو تطبيع علاقاتنا مع إيران».

من جانب آخر، نددت إسرائيل بالاتفاق معتبرة أن طهران حصلت على «ما كانت تريده»، وأكدت مجدداً حقها في الدفاع عن النفس.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتفاق بأنه «خطأ تاريخي». وجاء في بيان صدر عن مكتبه بعد ساعات من إبرام الاتفاق انه «اتفاق سيئ يقدم لإيران ما كانت تريده: رفع جزء من العقوبات والإبقاء على جزء أساسي من برنامجها النووي».

تويتر