جواد ظريف خلال كلمته أمام مجلس الشورى الإيراني أمس. أ.ب

إسرائيل مستعدة للتحالف مع «أعداء» في المنطقة لمواجهة إيران

أعلن السفير الإسرائيلي في لندن، دانيال تاوب، أن بلاده قد تكون مستعدة لإبرام صفقات مع أعداء قدماء في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة ما وصفها بـ«التحالفات الشيعية» التي ترعاها إيران وطموحاتها النووية، فيما حذّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من أن اتفاق جنيف الذي تم التوصّل إليه حول البرنامج النووي الإيراني بين بلاده ومجموعة (5 1) ينظر إليه كمجموعة واحدة، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم تنفيذ جانب منه «فإنه سينهار بأكمله»، وقال إن إيران ستمضي قدما في البناء في موقع مفاعل أراك النووي.

وتفصيلاً، قال تاوب في مقابلة مع صحيفة «اندبندنت»، أمس، إن الاتفاق الذي توصّلت إليه القوى الست الكبرى مع إيران في جنيف الأحد الماضي «لن يفعل سوى القليل لاحتواء التهديد الذي تشكله إيران أو إبطاء تقدمها على طريق امتلاك سلاح نووي، وقد يؤدي إلى المزيد من الشراكات المتطرّفة التي كانت حتى الآن غير واردة في المنطقة».

الأميركيون يؤيدون الاتفاق

أظهر مسح لـ«رويترز/ إبسوس»، أول من أمس، أن الاميركيين يؤيدون الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه هذا الاسبوع مع إيران بفارق 2 إلى 1، وأنهم قلقون للغاية من لجوء الولايات المتحدة الى العمل العسكري ضد طهران حتى إذا فشل المسعى الدبلوماسي التاريخي. وهذه النتائج نبأ سار نادر في استطلاعات الرأي للرئيس الاميركي باراك اوباما الذي هبطت شعبيته في الاسابيع القليلة الماضية، بسبب الطرح الفاشل لقانون اصلاح الرعاية الصحية الذي يحمل اسمه.

وأضاف السفير الإسرائيلي في لندن «هناك محور راديكالي يمتد من طهران إلى دمشق إلى بيروت وإلى غزة، وأعتقد أننا لسنا وحدنا من يشعر بالقلق ازاء هذا الموضوع في المنطقة، وهناك العديد من الدول التي تقاسمنا هذا الشعور، الذي يمثل تذكيراً بأن لدينا في الواقع الكثير من القواسم المشتركة والمخاوف الاستراتيجية الأساسية التي تدفعنا للتحالف والاهتمام في محاولة تعميق العلاقات بيننا على هذه الأساس».

وسُئل حول إمكانية اقامة مثل هذه العلاقات رغم الخلافات الطويلة الأمد بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فأجاب تاوب أن التغيرات في المنطقة «تجبر العديد من الأطراف على اتخاذ خيارات لم تكن ممكنة من قبل، ما خلق فرصة بالنسبة لنا، وأعتقد أن هناك عناصر داخل بلدان المنطقة ترى أن اسرائيل يمكن أن تكون شريكاً في بعض القضايا التي تريدها».

وأشار إلى أن «هذه الأجزاء من منطقة الشرق الأوسط تتطلع إلى الأمام وتسعى للتطور والازدهار، وهناك أناس يطرحون مثل هذه الأسئلة وإمكانية التفكير في إقامة نوع من العلاقات مع إسرائيل».

وقال السفير الإسرائيلي في لندن إن هذا الاتفاق «لا يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، وربما لا يؤخر أيضاً سير برنامجها النووي، لأنه لا يقدّم كل ما هو ضروري».

من جانبه، قال ظريف أمام مجلس الشورى، أمس، إن الاتفاق يشمل التزاماً متبادلاً بين إيران والسداسية الدولية. وأضاف أن جانبي الاتفاق «تعهّدا بتنفيذ التزامات أوضحها الاتفاق ذاته، وفي هذا السياق تستطيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التثبّت من صدقية إيران في تنفيذ بنود الاتفاق».

وقال ظريف للبرلمان في تصريحات بثتها قناة «برس.تي.في» التلفزيونية الإيرانية بعد ترجمتها «لن تزيد قدرة مفاعل أراك للأبحاث، وهذا يعني أنه لن يجرى إنتاج وقود نووي جديد، ولن تقام منشآت جديدة لكن البناء سيستمر هناك»، إلا أن خبراء قالوا إن ثغرة واضحة في النص قد تسمح لطهران ببناء مكونات خارج الموقع على أن يجرى تركيبها في وقت لاحق في المفاعل النووي. ولم يتضح على الفور ما إذا كان ظريف يشير إلى ذلك أو إلى أنشطة تشييد أخرى. وكانت طهران قالت إنها قد تفتتح المفاعل قريباً ربما العام المقبل. وهي تقول إن المفاعل لا يهدف إلا لإجراء أبحاث طبية، ولكن دولاً غربية تقول إنه يمكنه أيضاً انتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه هو واليورانيوم المخصب في صنع قنبلة نووية.

الأكثر مشاركة