4 قتلى بتفجير انتحاري وسط دمشق

المعارضة تسيطر على معلولا وتنقل الراهبات إلى يبرود

مدخل «وحدة تعويض الشهداء» التابعة لوزارة الدفاع عقب استهدافها بتفجير انتحاري. إي.بي.إيه

سيطر مقاتلون جهاديون وعناصر في كتائب مقاتلة معارضة على بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق، بعد تقدمهم فيها، أول من أمس، إثر اشتباكات مستمرة منذ ثلاثة أيام، فيما أكد السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري، أن راهبات بلدة معلولا نقلن إلى بلدة يبرود. في حين قتل أربعة أشخاص على الأقل، أمس، في تفجير انتحاري استهدف «وحدة تعويض الشهداء» التابعة لوزارة الدفاع وسط دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلي «جبهة النصرة» وجبهة «تحرير القلمون» و«لواء الغرباء» و«لواء تحرير الشام» و«الكتيبة العمرية» سيطروا بشكل كامل على بلدة معلولا التاريخية التي تقطنها غالبية من أتباع الديانة المسيحية.

وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط البلدة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني والمقاتلين الذين سيطروا على معلولا. وكان مصدر أمني سوري قال، أول من أمس، لـ«فرانس برس»، إن مجموعات المعارضة المسلحة ألقت إطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي توجد فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات إلى التراجع. وتقدم مقاتلو المعارضة في اتجاه وسط معلولا.

ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن مصدر عسكري قوله، إن «إرهابيين» اقتحموا معلولا «واحتلوا دير مار تقلا واحتجزوا رئيسة الدير وعدداً من الراهبات». وأضاف أن «وجود الإرهابيين داخل معلولا مسألة ساعات، فقد توجهت قوة عسكرية لمساندة القوات الموجودة على أطراف البلدة لتطهير معلولا من رجس الإرهاب». وفي اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، قالت رئيسة دير صيدنايا سيفرونيا نبهان، إنها تحادثت إلى رئيسة دير مار تقلا الأم بيلاجيا سياف. وأكدت أن «الراهبات الـ12 والعاملات الثلاث معهن، يقيمون في جو مريح في منزل ببلدة يبرود، ولا أحد يعكر صفوهن».

من جهته، قال السفير البابوي لـ«فرانس برس» إن الراهبات «أرغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق إلى يبرود»، البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم إلى الشمال من معلولا. وأضاف «أعتقد أن الراهبات موجودات في يبرود». وأشار إلى أن الراهبات هن فقط اللواتي اقتدن إلى خارج الدير، وان الميتم التابع له كان خالياً من الأطفال. وأوضح أنه تم إجلاء الأيتام من الدير «منذ زمن طويل لأن الوضع كان سيئاً جداً»، مضيفاً أنه «حالياً ثمة معركة شرسة في معلولا، ومن الصعب الحصول على معلومات دقيقة». وكان السفير البابوي أفاد إذاعة الفاتيكان، أول من أمس، بأن الراهبات لبنانيات وسوريات، وأن أسباب اقتيادهن مجهولة.

وتشكل يبرود الهدف المقبل لقوات النظام السوري مدعومة بـ«حزب الله» اللبناني ومقاتلين عراقيين شيعة، للسيطرة على منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، والتي تقع من ضمنها معلولا ويبرود والنبك.

وسيطر النظام على قارة ودير عطية وأجزاء واسعة من النبك التي تعد أبرز مدن المنطقة، وكانت تضم نحو 50 ألف نسمة قبل بدء النزاع، بينهم عدد كبير من المسيحيين. ومع قرب حلول فصل الشتاء، أطلقت منظمة «أوكسفام» الإنسانية نداء من اجل مساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا من النزاع. وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان، إن «أوكسفام تطلق نداء مساعدة جديداً للاجئين السوريين المتضررين من الازمة السورية، وتحذر من زيادة المخاطر الصحية التي يتعرضون لها مع قدوم أشهر الشتاء الباردة».

وفي دمشق، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بسقوط أربعة شهداء و17 جريحاً في تفجير إرهابي في منطقة الجبة بالجسر الأبيض، وسط دمشق، مشيراً إلى ان «إرهابياً انتحارياً فجر نفسه بحزام ناسف». من جهته، أفاد مصور «فرانس برس» بأن الانتحاري فجر نفسه على مدخل «وحدة تعويض الشهداء» التابعة لوزارة الدفاع، والتي تتولى تقديم تعويضات إلى عائلات جنود القوات النظامية الذين يقضون أثناء الخدمة. من جهته، قال المرصد ان عدد القتلى خمسة، بينهم ثلاثة مدنيين وعنصران من القوات النظامية. وأوضح ان الانتحاري فجر نفسه على مدخل المبنى «بعدما منعه عنصران من القوات النظامية من الدخول».

تويتر