لافروف يؤكد قلق روسيا إزاء «تشرذم» المعارضة السورية

«الائتلاف» يدعو إلى إنقاذ اللاجئين من الشتاء بعد وفاة 4 أطفال

صورة

دعا ائتلاف المعارضة السورية، أمس، المجتمع الدولي، والدول العربية خصوصاً، إلى «تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، وإنقاذهم من الشتاء القارس، بعد وفاة أربعة أطفال، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده قلقة إزاء «تشرذم» المعارضة السورية، التي يتوجب عليها اتخاذ قرار بشأن مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2».

وتفصيلاً، دعا الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري، لؤي صافي، المجتمع الدولي، والدول العربية خصوصاً، إلى «تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين في الدول المجاورة»، معتبراً أن وفاة طفلين سوريين من البرد في مخيم عرسال اللبناني، وآخرين في كل من الرستن وحلب «مسألة لابد للدول أن تقف عندها». وقال في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للائتلاف «إن الإمكانات الاقتصادية للائتلاف لا تكفي لحل كل المشكلات التي يعانيها السوريون، لذا لابد من موقف عربي وإقليمي جاد تجاه العاصفة الثلجية والبرد القارس الذي يهدد اللاجئين في الأيام المقبلة». وفي السياق ذاته، قال ناشطون ميدانيون داخل مخيم عرسال في لبنان والزعتري بالأردن، إن «مئات الأطفال مهددون بالموت برداً داخل المخيمات».

المأساة تلاحق أكثر من مليوني لاجئ

هرب أكثر من مليوني سوري من الغارات الجوية والقصف بحثاً عن ملجأ من النزاع الدامي الذي يمزق بلادهم منذ 33 شهراً، إلا أن المأساة تبعتهم أينما حلوا، سواء في مخيمات في دول الجوار أو خلال ترحالهم القاتل نحو شواطئ أوروبا. وفي لبنان وجد عشرات الآلاف من اللاجئين انفسهم في مخيمات عشوائية على أراضٍ غمرتها المياه والثلوج .أما الأردن فأقام مخيمات أبرزها الزعتري الذي يضم 130 ألف شخص، في منطقة صحراوية، ما يولد رغبة لدى الكثيرين في المغادرة. وفي مصر، وجد السوريون انفسهم محط انتقادات بعد عزل الرئيس محمد مرسي. وسجلت ابرز موجات النزوح خلال شهر أغسطس، مع عبور اكثر من 50 ألف شخص الحدود من شمال سورية في اتجاه مناطق الحكم الذاتي الكردي شمال العراق. وفي تركيا، يتوزع اكثر من 600 ألف لاجئ على مناطق واسعة.

وطالب الائتلاف العالم بتوفير المساعدات العاجلة والسريعة والأساسية للسوريين لتجنيب الأطفال والنساء والشيوخ الموت برداً بعد أن فروا من التوترات في سورية. وأعلن الائتلاف «الجاهزية الكاملة لوحدة تنسيق الدعم في توصيل المساعدات العاجلة إلى المناطق الأكثر تضرراً بالتنسيق الكامل مع كتائب الثوار في المناطق المحررة».

وقد توفي طفلان، أحدهما في شهره السادس، برداً في سورية التي تجتاحها عاصفة قاسية تشمل الدول المجاورة. وقال مسؤول في المكتب الإعلامي للائتلاف، سونر احمد «توفي الطفل حسين طويل، وهو طفل في شهره السادس نتيجة البرد في مدينة حلب»، التي تساقط فيها الثلج. وأوضح انه «كان في منزل متضرر على الأرجح (بسبب المعارك) ولم يتمكن من الصمود». وأضاف أن «طفلاً آخر توفي في مدينة الرستن» الواقعة في محافظة حمص، من دون أن يتمكن من إعطاء تفاصيل إضافية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن انسداد عدد من الطرق في محافظة حمص بسبب تراكم الثلوج والجليد. وأعلنت وزارة التربية السورية تعطيل المدارس، أمس، في كل المحافظات السورية «نظراً للظروف المناخية والعاصفة الثلجية».

وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده قلقة إزاء «تشرذم» المعارضة السورية، التي يتوجب عليها اتخاذ قرار بشأن مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2». ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي)، عن لافروف قوله إن «تشرذم المعارضة يقلق روسيا خصوصاً أن كل أطرافها لا بد أن تكون ممثلة في جنيف 2». وتابع «حتى اللحظة نرى تفتتاً وتشرذماً». وأشار لافروف إلى أن المعارضة السورية يجب أن «تتحلى بالعقلانية وألا تتنازع على تقسيم غنيمة ليست في اليد، بل الحضور إلى مؤتمر جنيف 2». وأعرب عن أمله أن يؤدي مؤتمر «جنيف2» إلى «السلم والتسوية ووقف العنف لطرح الظروف المواتية التي ستسمح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم، وببقاء سورية دولة علمانية وديمقراطية». وشدد لافروف على أن من يعالج هذه المسألة «ليس الروس أو الأميركيون إنما الشعب السوري نفسه».

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 108 أشخاص قتلوا في أنحاء متفرقة من سورية، أول من أمس. وذكر المرصد في بيان: «ارتفع إلى 52 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا إلى قافلة شهداء الثورة السورية». وقال: «ما لا يقل عن 20 من القوات النظامية قتلوا في اشتباكات وقصف لمراكز وحواجز واستهداف آليات بعبوات ناسفة وصواريخ في محافظات عدة، منها دمشق وريفها وحلب ودرعا وحمص». وقتل 15 عنصراً من قوات جيش الدفاع الوطني الموالية للنظام في اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في مدن وبلدات وقرى سورية. وتابع: «لقي ما لا يقل عن 12 مقاتلاً من (الدولة الإسلامية في العراق والشام) و(جبهة النصرة) والكتائب المقاتلة من جنسيات عربية وأجنبية، حتفهم إثر قصف على مناطق وجودهم في محافظات سورية عدة». وقال المرصد: «قتل تسعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة، وهم مجهولو الهوية، خلال اشتباكات وقصف في مناطق سورية عدة».

تويتر