سلفا كير يعلن إحباط محاولة انقلاب في جنوب السودان
أعلن رئيس جنوب السودان، سلفا كير، أمس، عن إحباط محاولة انقلاب، واتهم منافسه السياسي، رياك مشار، بالوقوف وراءها، بعد المعارك الكثيفة التي جرت ليلاً في العاصمة جوبا، حيث أعلن حظراً للتجول لفترة غير محددة، وفرض رئيس الدولة حظر التجول ليلاً في العاصمة لمدة غير محددة.
وتفصيلاً، قال كير للصحافيين «هناك محاولة انقلاب لكنها أحبطت ونحن نسيطر على الوضع». وأضاف أن «المهاجمين لاذوا بالفرار ونحن نلاحقهم»، متهماً «مجموعة من الجنود الموالين للرئيس السابق، رياك مشار» منافسه السياسي، الذي عزل في يوليو، والشخصية التي تحظى بالكاريزما، لكنها مثيرة للجدل في جنوب السودان. وتابع كير «لقد قمنا باعتقالات» وستتحقق الحكومة من «محاكمة المسؤولين».
البشير يتصل بسلفا كير للاطمئنان ذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن الرئيس، عمر البشير، أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الجنوب سوداني، سلفا كير ميارديت، اطمأن خلاله على الأوضاع الأمنية، عقب الأحداث التي شهدتها مدينه جوبا، أمس وأول من أمس. وأضافت أن سلفا كير أكد للبشير أن الأوضاع تحت السيطرة. وأكدت «سونا» أن الجيش الشعبي في جنوب السودان تمكن من السيطرة تماماً على اشتباكات دارت في محيط مقر وزارة الدفاع بين مجموعة مسلحة من الجيش الشعبي التابعة للحرس الجمهوري وقوات الجيش الشعبي المتمركزة أمام مستودعات الذخيرة التابعة لوزارة الدفاع. |
ولم يعرف مصير مشار، المعروف بتغيير تحالفاته خلال الحرب الأهلية بين التمرد الجنوبي والخرطوم (1983-2005). ولم يتسن الاتصال به أو بالمقربين منه.
كما أعلن رئيس جنوب السودان حظر تجول من الساعة السادسة مساء حتى السادسة صباحا «حتى إشعار آخر» في عاصمة البلاد، حيث دارت معارك، الليلة قبل الماضية وصباح أمس، في محيط مبانٍ عسكرية. ولم يعد يسمع أي إطلاق نار، فيما تنتشر قوات الأمن في المدينة بكثافة.
وقال دبلوماسي في جوبا إن «إطلاق النار بدأ (الليلة قبل الماضية) واستمر حتى الساعة الثانية صباحاً. ثم ساد هدوء وتجدد إطلاق النار عند الساعة السادسة صباحاً (أمس) في حي عسكري آخر»، موضحاً أن المعارك كانت محصورة حتى الآن في منطقتين في المدينة. وأشار إلى استخدام رشاشات ثقيلة وقذائف هاون في المعارك.
وقال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، جوزف كونتريراس، إن «اكثر من 800 مدني خصوصاً نساء وأطفالاً» لجأوا إلى مجمع للأمم المتحدة قريب من المطار المغلق حتى إشعار آخر. ونفت البعثة «إيواء أي شخصية سياسية أو عسكرية». وبحسب كير فإن المعارك بدأت أول من أمس «بهجوم على مقر قيادة الجيش الوطني الجنوب سوداني من قبل مجموعة جنود متحالفة مع نائب الرئيس السابق، ريك مشار، وفريقه». وقال «لن اسمح أو أتسامح مع أي حادث آخر من هذا النوع». وأضاف «إن حكومتي لن تسمح بتكرار أحداث 1991» في إشارة إلى الانفصال الذي حصل في صفوف التمرد الجنوبي.
وكان مشار انشق آنذاك مع فصيل تحالف في وقت لاحق مؤقتاً مع نظام الخرطوم الذي كان يقاتله المتمردون قبل أن يعود إلى صفوف الجنوبيين في مطلع سنوات الألفين. ويشهد جنوب السودان توترات سياسية خطرة منذ أن أقال الرئيس كير كل أعضاء الحكومة في يوليو، خصوصا نائبه، ريك مشار، خصمه السياسي، الذي اعلن نيته الترشح ضد الرئيس المنتهية ولايته خلال الانتخابات الرئاسية في 2015. وهذا الإجراء أثار مخاوف من عودة شبح الحرب الأهلية بين أنصار كير الذين ينتمي معظمهم إلى قبائل الدينكا والنوير التي ينتمي إليها مشار، لكن الوضع بقي هادئاً حتى الآن.
وفي السادس من ديسمبر خلال مؤتمر صحافي، دان مشار الذي كان يرافقه السكرتير العام السابق الذي أقيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان، باغان اموم، وربيكا قرنق أرملة جون قرنق، الذي قضى بعيد الاستقلال، ووزيران أقيلا، موقف الرئيس كير «الديكتاتوري» داخل الحزب.