الأمم المتحدة تستقبل 10 آلاف لاجئ في جوبا وتحذر من أعمال عنف إثنية

مقتل 66 جندياً في معارك جنوب السودان

صورة

اندلع القتال مرة أخرى في جوبا عاصمة جنوب السودان، أمس، بعد يوم من إعلان الرئيس سلفاكير أن قوات الأمن قضت على «محاولة انقلاب» دبرها أنصار نائبه السابق ريك مشار. وفيما تردد عن مقتل 66 على الاقل في المعارك، قالت الأمم المتحدة إنها استقبلت 10 آلاف لاجئ مدني في جوبا، وحذرت من أعمال عنف أثنية.

وتفصيلاً، قال الدكتور اجاك بولن، الطبيب في مستشفى عسكري، لإذاعة محلية إن 66 جندياً على الأقل قتلوا في المعارك الجارية منذ يومين في عاصمة جنوب السودان. وقال الدكتور اجاك لإذاعة مرايا «لقد فقدنا سبعة جنود حتى الآن، توفوا أثناء انتظارهم العلاج الطبي، لانهم نزفوا كثيراً، وهناك 59 قتلوا في الخارج».

مخاوف من حرب أهلية

يشهد جنوب السودان توترات سياسية خطرة منذ أن أقال الرئيس سلفاكير كل أعضاء الحكومة في يوليو الماضي، خصوصاً نائبه رياك مشار، خصمه السياسي الذي أعلن نيته الترشح ضد الرئيس خلال الانتخابات في 2015. وهذا الإجراء أثار مخاوف من عودة شبح الحرب الاهلية بين أنصار كير الذين ينتمي معظمهم إلى قبائل الدينكا، والنوير التي ينتمي إليها مشار. وبحسب مصادر فإن مشار ومناصريه خرجوا السبت الماضي غاضبين من اجتماع لمجلس للحركة الشعبية.

وكان وزير الدولة لشؤون الصحة ماكور كوريون أعلن صباح أمس مقتل 26 شخصاً على الأقل من المدنيين والعسكريين في جوبا منذ بدء المعارك مساء الاحد وإصابة 140 بجروح. ولم يتضح ما إذا كانت هذه الحصيلة شملت القتلى في المستشفى العسكري.

وأعلنت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان في بيان أمس، أن نحو 10 آلاف مدني من سكان جنوب السودان لجأوا إلى قاعدتي الامم المتحدة في جوبا. ودعت ممثلة الأمم المتحدة في جنوب السودان، هيلدي جونسون، في البيان، سكان جنوب السودان، لاسيما أطراف القتال في جوبا، إلى تفادي أية أعمال عنف على أساس أثني أو قبلي. وقالت «اعتباراً من صباح أمس كان هناك نحو 10 آلاف مدني في مجمعي بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، في جوبا». وجاء في البيان أن «البعثة تتخذ كل الخطوات الممكنة لضمان سلامتهم فيما هم موجودون في مجمعاتها». وأضافت جونسون «في وقت يحتاج فيه شعب جنوب السودان إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى، أدعو قادة هذا البلد الجديد، وكل الفصائل السياسية والاطراف، وكذلك قادة المجموعات، إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه تأجيج التوتر الأثني، وزيادة حدة العنف». وشددت جونسون أيضاً على ضرورة «انضباط قوات الامن»، في ما أشارت تقارير إلى حملات مداهمات وتفتيش في المنازل تتم بعنف في جوبا.

ولايزال الوضع متوتراً في جوبا. وكانت قوات الأمن تجوب كل المناطق الرئيسة في المدينة، وتنتشر بشكل خاص حول الوزارات ومحاور الطرقات المؤدية إلى الرئاسة، وكل المتاجر كانت مغلقة.

وحدها الآليات العسكرية كانت تقوم بدوريات في شوارع العاصمة المقفرة، حيث بقي السكان في منازلهم. وقالت جاين كايدن، من سكان حي ماونا، لوكالة فرانس برس «نخاف الخروج، ما نريده الآن هو الذهاب لشراء الطعام، لكن كيف يمكن الخروج مع استمرار إطلاق النار». وشوهدت سيارات وزراء تتجه نحو حي الوزارات. وغادر العديد من السكان الذين يقيمون بالقرب من ثكنات عسكرية منازلهم سيراً، ولجأوا إلى أقاربهم أو أصدقائهم في أقسام أخرى من المدينة.

وذكرت وسائل إعلام جنوب سودانية أن الاشتباكات وقعت بعد الاشتباه بمحاولة وحدة من الحرس الرئاسي تنفيذ انقلاب عسكري. واتهمت مصادر جنوبية الرئيس سيلفاكير ميارديت بالسعي إلى تصفية خصومه عبر الحديث عن انقلاب، وقالت المصادر لموقع «سودان تربيون» إن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية كاملة، وإن الجيش يمارس انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان باقتحامه المنازل وتفتيشها من دون إذن.

تويتر