الأمم المتحدة: الاختفاءات القسرية في سورية جريمة بحق الإنسانية
اعتبرت لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية في تقرير، أن الاختفاءات القسرية التي تنفذها قوات النظام تشكل جريمة بحق الإنسانية. وفيما واصل الطيران الحربي السوري أمس، شن غارات مناطق في مدينة حلب لليوم الخامس على التوالي، موسعاً قصفه الجوي ليطاول مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة، اتهمت روسيا أمس، الرئيس السوري بشار الاسد بتصعيد التوتر في سورية بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014.
وتفصيلاً، اعتبرت لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية في تقرير نشر أمس، في جنيف، أن الاختفاءات القسرية التي تنفذها قوات النظام في البلد تشكل جريمة بحق الانسانية. وقال بيان اللجنة التابعة للأمم المتحدة «هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الاختفاءات القسرية التي تنفذها القوات الحكومية في اطار هجمات واسعة ومنهجية ضد السكان المدنيين تشكل جريمة بحق الانسانية». وفي وثيقة من 10 صفحات اتهمت لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو، ومن اعضائها المدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي، سلطات دمشق بممارسة الاخفاء القسري منذ بداية الاضطرابات في 2011. وقالت ان حملة الترهيب هذه استخدمت كتكتيك حرب. وذكر التقرير ان «مدنيين معظمهم رجال بالغون خطفوا من قبل القوات المسلحة والامن السوري وميليشيات موالية للحكومة، خلال عمليات اعتقال جماعية ومداهمة منازل وعلى حواجز وفي المستشفيات».
في الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، ان الطيران الحربي السوري واصل شن غارات على مناطق في مدينة حلب لليوم الخامس على التوالي، موسعاً قصفه الجوي ليطاول مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف المحافظة. وأفاد «مركز حلب الاعلامي» على صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي «بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة». وأفادت شبكة «شهبا برس» التي تضم مجموعة من الناشطين، بأن القصف الجوي طاول ايضا بلدات دارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد لأكثر من عام ونصف العام. وقال المرصد السوري إن حي الشيخ نجار في شمال حلب تعرض لقصف من الطيران باستخدام براميل مماثلة. وبحسب حصيلة المرصد، ادى القصف الجوي منذ الاحد وحتى الاربعاء إلى مقتل 161 شخصاً. من جهتها، اتهمت روسيا أمس، الرئيس السوري بتصعيد التوتر في سورية بتصريحاته حول احتمال مشاركته في الانتخابات الرئاسية في 2014 في ظل النزاع المسلح الجاري منذ مارس 2011. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في مقابلة اجرتها معه وكالة انترفاكس، ان «مثل هذه التصريحات تؤجج التوتر ولا تسهم بتاتاً في تهدئة الوضع». وأعلن نظام الاسد مراراً ان من حق الرئيس السوري ان يترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2014. ورداً على سؤال بشأن نواياه الانتخابية، قال الاسد في مقابلة في نهاية اكتوبر «لا أرى أي مانع من الترشح للانتخابات المقبلة». وأثارت هذه التصريحات غضب المعارضة السورية التي تطالب برحيل بشار الأسد كأحد الشروط الاساسية لفتح مفاوضات مع النظام. ودعا بوغدانوف الرئيس السوري والمعارضة إلى عدم تصعيد التوتر قبل مؤتمر جنيف- 2 للسلام في سورية، المقرر في 22 يناير في سويسرا.