«العفو الدولية» تدعو السلطات المصرية إلى التحقيق في تعذيب نشطاء
دعت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية، أمس، إلى فتح تحقيق مستقل ومحايد، في مزاعم تعرض ستة موظفين من المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للتعذيب أوغيره من ضروب سوء المعاملة أثناء احتجازهم. في الأثناء، تظاهر المئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في مناطق عدة بالقاهرة والمحافظات، رفضاً للدستور، حيث وقعت اشتباكات محدودة.
وقالت منظمة العفو إن مجموعة من قوات الأمن المصرية المسلحة، تردد أن عدد أفرادها نحو 50 عنصراً، دهمت مقر المركز، وهو منظمة غير حكومية، الأربعاء الماضي، واعتقلت رئيس قسم وحدة التوثيق، مصطفى سعد، ومحامي المركز، محمود بلال، وعاشور منصور وحسام محمد نصر ومحمد عادل السيد ومحمود السيد، الذين يعملون متطوعين فيه، وقامت بمصادرة ثلاثة أجهزة كمبيوتر.
ونقلت عن شهود أن رجال الأمن قيدوا أيدي النشطاء الستة، وعصبوا أعينهم، بعد اعتقالهم، واقتادوهم إلى مكان مجهول في 18 ديسمبر الجاري، وتم نقلهم في اليوم التالي، باستثناء محمد عادل، إلى مركز شرطة عابدين في القاهرة، حيث جرى إطلاق سراحهم وإعادة أجهزة الكمبيوتر المصادرة إليهم.
وأضافت المنظمة أن النشطاء الخمسة قالوا إنهم احتُجزوا في مكان مجهول، وأُجبروا على الوقوف مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين نحو تسع ساعات، وتعرضوا للضرب لدى اعتقالهم وأثناء احتجازهم. وأشارت إلى أن محمد عادل لايزال رهن الاحتجاز في مكان مجهول، وكان أُعتقل في الرابع من هذا الشهر وأُحيل مع ناشطين من حركة 6 أبريل للمحاكمة يوم 22 ديسمبر الجاري، بتهمة مخالفة قانون التظاهر الجديد.
وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بإخلاء سبيل عادل، والناشط في حركة 6 أبريل أحمد ماهر، والمدون المعروف أحمد دومة، من دون قيد أو شرط، واعتبرت أنهم محتجزون لمجرد ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التجمع. وحثّت السلطات المصرية على ضمان تمكين المنظمات غير الحكومية من القيام بعملها في مصر دون عائق، واحترام الحق في حرية تكوين الجمعيات المنصوص عليها في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الذي تُعد مصر طرفاً فيه.
من جهة أخرى، تظاهر المئات من أنصار الرئيس المعزول مرسي، أمس، في مناطق بالقاهرة والمحافظات، رفضاً «لدستور العسكر وحكومته»، ووقعت اشتباكات محدودة بينهم وبين معارضين لمرسي. وانطلقت مسيرات تضم المئات من أنصار مرسي، عقب صلاة الجمعة، من أمام مساجد رئيسية بضاحية مدينة نصر، وأحياء الزيتون، وعين شمس، وحلوان، ووادي حوف، والهرم بالقاهرة.
ووقعت اشتباكات محدودة بمنطقة الهرم بين أنصار مرسي ومعارضيه، حيث ردَّد أنصار مرسي الهتاف، فيما رفع المؤيدون صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.
من جهة أخرى، قالت مصادر محلية بمحافظات أسيوط، والمنيا، والدقهلية، والغربية، والأسكندرية، إن مسيرات محدودة لأنصار مرسي طافت أنحاء تلك المحافظات.
وتأتي هذه المسيرات استجابة لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المناصر للرئيس المعزول، إلى التظاهر من أجل رفض مشروع الدستور الجديد، المرتقب الاستفتاء عليه يومي 14 و15 من يناير المقبل.