كارتر يدعو إلى انتخابات ونشر قوات سلام في سورية
عرض الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، أمس، ثلاثة أسس تمثل قاعدة لمحادثات سلام حول سورية في «جنيف 2»، المقرر عقده في 22 يناير المقبل، هي إجراء انتخابات حرة، واحترام نتائجها، ونشر قوات لحفظ السلام في هذا البلد. وكتب كارتر في مقال في صحيفة «واشنطن بوست»، أن المحادثات لم تصل لأي نتيجة حتى الآن، لأن كل طرف محارب «سمح له بتحديد الشروط المسبقة للمفاوضات». وقال كارتر في المقالة التي شاركه في كتابتها البروفيسور في الجامعة الأميركية روبرت باستور، «لا أحد يستطيع كسب هذه الحرب».
وأضاف «واضح أن الأطراف تعتقد أنها لا تستطيع الخسارة، لأنها تخشى الإبادة، وهذا يفسر لماذا ستستمر الحرب ما لم يفرض المجتمع الدولي بديلاً شرعياً». وأكد الكاتبان أن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، وسلفه كوفي أنان، «لم يسمح لهما باستخدام مهارتهما التفاوضية، لأن اللاعبين الأساسيين يصرون على النصر كشرط مسبق، عوضاً عن الاستيعاب المتبادل الضروري لإنهاء الحرب». وأضافا أن «هذه الشروط المسبقة تهدف الى كسب حرب لا يمكن كسبها، أكثر منها تحقيق سلام منقوص».
ويعرض كارتر وباستور إطلاق محادثات جنيف على أساس جعل الشعب السوري يتخذ القرار بشأن حكومة مستقبلية، في انتخابات حرة تخضع لمراقبة عن كثب من مراقبين دوليين، وضمانة باحترام المنتصرين للأقليات والمجموعات المذهبية، ونشر «قوة حفظ سلام قوية»، تضمن تحقيق تلك الأهداف. ويتعين أن توافق روسيا والولايات المتحدة على هذه الخطة، وأن تقوم إيران وقوى إقليمية أخرى بوقف الدعم لحلفائها، وأن تجعل الأمم المتحدة السلام في سورية «على رأس الأولويات». ويحذر كارتر وباستور من أنه ما لم يتم اتخاذ هذه «الخطوات الصعبة، فإن الحرب قد تستمر لـ10 سنوات أخرى، ومن المرجح أن تخلق دائرة أكبر من الدمار والموت».
وتولى كارتر رئاسة الولايات المتحدة من 1977 الى 1981، ويركز «مركز كارتر» ومقره اتلانتا، على حقوق الانسان والديمقراطية في العالم. أما باستور فخدم في مجلس الأمن القومي، وهو كبير مستشاري مركز كارتر بشأن حلول النزاعات.