«14 آذار» تتهم «حزب الله» باغتيال محمد شطح.. والحزب يعتبر أن العملية تستهدف «تخريب البلد»
مقتل مستشار الحريري بانفجار في بيروت
قتل وزير المالية اللبناني، السابق محمد شطح السياسي البارز ومستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تفجير استهدف موكبه، أمس، في وسط بيروت، وفيما وجهت «قوى 14 آذار» الاتهام إلى دمشق و«حزب الله»، حليفها اللبناني، دان الحزب مقتل شطح، معتبراً أن عملية الاغتيال تستهدف «تخريب البلد».
وقال مسؤول في «قوى 14 آذار» التي يعد الحريري أحد أبرز أركانها لـ«فرانس برس» إن انفجاراً استهدف الوزير السابق محمد شطح، الذي كان يفترض أن يشارك في اجتماع مقرر في منزل الحريري الواقع على بعد مئات الامتار من مكان الانفجار الذي أودى بحياته.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار ناتج عن سيارة مفخخة، وأنه أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح، وتضرر العديد من المباني.
ويعد شطح من أكبر مستشاري الحريري، وهو من السياسيين الناشطين والبارزين في قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري، ويتولى، خصوصاً في تيار المستقبل الذي يترأسه الحريري، العلاقات الخارجية، ويمثل الحريري في كل اللقاءات مع المسؤولين الأجانب وأعضاء السلك الدبلوماسي. وفي آخر تغريدة له على حسابه على موقع «تويتر» قبل نحو ساعة من اغتياله، انتقد شطح «حزب الله»، وكتب «حزب الله يهول ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية».
واتهم الحريري «حزب الله» المتحالف مع دمشق من دون أن يسميه بالاسم، باغتيال مستشاره. وقال في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي «المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول أمام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية إلى البيت الوطني». وتتهم المحكمة الخاصة بلبنان، المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في تفجير ضخم في بيروت في 2005، خمسة عناصر من «حزب الله»، بالتورط في الجريمة.
وأضاف الحريري في البيان «الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ».
كما اتهمت «قوى 14 آذار» سورية وحليفها «حزب الله» باغتيال شطح.
وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في بيان نعي تلاه بعد اجتماع لقيادات في قوى 14 آذار في منزل الحريري «القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني.. القاتل هو نفسه، من بيروت الى طرابلس الى صيدا الى كل لبنان.. القاتل هو نفسه، هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا الى حلب، الى دمشق، الى كل سورية».
وندّد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بـ«الجريمة الإرهابية»، ووصف شطح بأنه «شخصية حوارية معتدلة». ودان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «الاغتيال الذي استهدف شخصية سياسية وأكاديمية معتدلة وراقية، آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي».
من جهته، دان «حزب الله» مقتل شطح، واعتبر أن عملية الاغتيال تستهدف «تخريب البلد».
وقال الحزب في بيان إنه يرى أن هذه الجريمة البشعة «تأتي في إطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف إلى تخريب البلد، وهي محاولة آثمة لاستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية، لا يستفيد منها إلا أعداء لبنان».
من جهتها، رفضت دمشق الاتهامات «الجزافية والعشوائية» التي وجهتها قوى 14 اذار اللبنانية لها باغتيال شطح، معتبرة أن إطلاقها تغطية لضلوع هذه القوى في دعم الإرهاب. ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي، قوله إن «هذه الاتهامات الجزافية والعشوائية تأتي على خلفية أحقاد سياسية»، وهي «محاولات بائسة ويائسة لدفع تهمة ثابتة وراسخة»، تتعلق بـ«دعم وتمويل الإرهاب في لبنان والمنطقة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news