صورة بثتها (سانا) تظهر القوات النظامية تجلي عدداً من سكان مدينة عدرا شمال دمشق. أ.ف.ب

الجيش اللبناني يطلق النار على مروحيات سورية قصفت عرسال

أطلق الجيش اللبناني، أمس، نيران مضاداته الأرضية ضد مروحيات سورية قصفت أطراف بلدة حدودية في شرق البلاد، في خطوة هي الأولى منذ بدء النزاع في سورية المجاورة. في حين أجلت القوات السورية النظامية أكثر من 5000 مدني كانوا محتجزين في مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق.

وقال مصدر أمني لبناني لـ «فرانس برس»، أمس، «التزاما بتعليمات قيادة الجيش، أطلقت رشاشات مضادة للطائرات نيرانها باتجاه مروحيات سورية ألقت قنابل على منطقة خربة داوود في جرود بلدة عرسال»، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تطلق المضادات نيرانها في اتجاه الطيران السوري الذي استهدف مراراً هذه البلدة ذات الأغلبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية. كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن المضادات الارضية للجيش تصدت للطيران السوري.

وكان الجيش اللبناني اعلن في 12 يونيو الماضي انه اتخذ إجراءات «للرد الفوري» على أي «خرق» سوري جديد، بحسب بيان لقيادة الجيش بعد ساعات من قصف مروحية سورية وسط هذه البلدة.

وتقع عرسال في شرق لبنان على الحدود مع سورية، ونزح اليها الآلاف من السوريين منذ بدء النزاع في بلادهم منتصف مارس 2011. من ناحية أخرى، دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل. وأصدر المتحدث باسم كي مون بياناً عبر فيه عن تقديره لتعاون السلطات اللبنانية والإسرائيلية مع قوات اليونيفيل للحؤول دون تصعيد الحادث، بالإضافة إلى تقديره لالتزام الطرفين المتكرر بوقف الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق. وحث جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومنع أية حوادث من شأنها زعزعة الاستقرار وتصعيد الوضع في المنطقة. وأطلقت أربعة صواريخ كاتيوشا من الأراضي اللبنانية باتجاه شمال إسرائيل، سقط اثنان منها في منطقة مفتوحة قرب مدينة كريات شمونه، بينما سقط الصاروخان الآخران في الأراضي اللبنانية. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف باتجاه الأراضي اللبنانية.

وفي دمشق، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل قامت أمس (الأحد) بإخلاء عدد كبير من سكان مدينة عدرا العمالية ممن احتجزتهم المجموعات الإرهابية المسلحة».

وأضاف أن القوات النظامية «نقلت المواطنين الذين تم إخلاؤهم إلى مكان آمن وقدمت لهم جميع المواد الإغاثية والإنسانية اللازمة لهم».

وأوضح أنه «تم القضاء على عدد كبير من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة الذين حاولوا الاعتداء على المواطنين أثناء خروجهم من المدينة». وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة شماط من جهتها، أن «الوزارة قامت بإجلاء أكثر من 5000 مواطن من مدينة عدرا العمالية السكنية بفضل جهود الجيش العربي السوري».

وقالت إن الوزارة شكلت غرفة عمليات مشتركة إغاثية مع محافظة ريف دمشق لتقديم المساعدات والمواد الإغاثية اللازمة لهم، لافتة إلى ان «أي منظمة دولية لم تتواصل مع الوزارة في ما يخص الملف الإنساني في مدينة عدرا العمالية السكنية».

وتشن القوات النظامية مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني، حملة عسكرية منذ 14 ديسمبر لطرد المقاتلين من المدينة التي دخلوها في 11 ديسمبر، واستعادة السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الواقعة على طريق رئيسة إلى دمشق. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أشار إلى ان المنطقة مهمة بالنسبة للمقاتلين «لأنها مدخل نحو فك الحصار عن الغوطة الشرقية ومدينة دوما (شمال شرق دمشق)»، اللتين تعدان معاقل اساسية للمعارضة في محيط دمشق، يحاول النظام منذ اشهر استعادتها.

الأكثر مشاركة