أطفال من ولاية جونقلي بجنوب السودان على شاحنة في طريقها إلى أوغندا هرباً من القتال. أ.ف.ب

تضاؤل الآمال بالتوصل إلى سلام في جنوب السودان

قرر طرفا النزاع في جنوب السودان، أمس، تأخير بدء المحادثات المباشرة بينهما، ما أضعف الآمال بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار سريع ينهي القتال ويبدد مخاطر الانزلاق نحو حرب أهلية شاملة.

وفيما التقى قادة كبار من وفدي الحكومة والمتمردين لوقت قصير بشكل مباشر، إلا أن الاطراف المتنازعة واصلت إجراء محادثات منفصلة مع المفاوضين. ولم يتم تحديد أي موعد لبدء المحادثات الثنائية المباشرة، رغم أن الفريقين المفاوضين أمضيا ثلاثة أيام في الفندق الفخم نفسه في اديس ابابا. وفي جنوب السودان كان الجيش يواصل عمليته من أجل استعادة السيطرة على بلدة بور الاستراتيجية من أيدي المتمردين. وأعلن وزير الاعلام الجنوب سوداني مايكل ماكوي المشارك في مفاوضات اديس ابابا، والمتحدث باسم وفد المتمردين يوهانس موسى بوك، أن الطرفين لن يلتقيا قبل وضع جدول أعمال للمفاوضات يوافق عليه الفريقان، ولا يعرف متى سيتم ذلك. وقال الوزير إن الوفدين ينتظران معلومات من دول المنطقة التي ترعى محادثات اديس ابابا لمعرفة كيف سيتصرفون بعد ذلك.

ميدانياً، أعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغير أن «قواتنا لاتزال تتقدم في اتجاه بور، وهناك معارك عنيفة حصلت الجمعة»، نافيا مزاعم المتمردين بانهم بدأوا التقدم في اتجاه العاصمة جوبا. وأشارت تقارير إلى معارك طاحنة شملت الدبابات وسلاح المدفعية في ضواحي بور، البلدة الاستراتيجية التي انتقلت السيطرة عليها من فريق إلى آخر ثلاث مرات منذ بدء القتال قبل ثلاثة اسابيع. والقتال المستمر دفع بمنسق الشؤون الإنسانية لدى الامم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر إلى تنبيه الجنود والمتمردين إلى ضرورة حماية المدنيين والعاملين في الوكالات الانسانية، وإلا فإن الوضع الصعب أساساً سيتفاقم. وقال لانزر في وقت متأخر الجمعة «لقد وصل المزيد من الاشخاص إلى قواعدنا في جوبا، وأصبح العدد حالياً نحو 30 ألف شخص في العاصمة وحدها».

واسفر النزاع الذي بدأ في 15 ديسمبر بين وحدات الجيش الموالي للرئيس سلفاكير وحركة التمرد المدعومة من خصمه نائب الرئيس السابق رياك مشار عن سقوط آلاف القتلى، كما ادى إلى نزوح نحو 200 ألف شخص. وبدأت المعارك حين اتهم كير مشار بمحاولة القيام بانقلاب في جنوب السودان. ونفى مشار ذلك، متهماً الرئيس بدوره بمحاولة تصفية مناصريه. وامتدت المعارك في مختلف أنحاء الجنوب، حيث استولى المتمردون على مناطق ناحية الشمال الغني بالنفط. وخلال النزاع حصلت أعمال عنف أثنية بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها كير وقبيلة النوير التي يتحدر منها مشار.

 

الأكثر مشاركة