مناقشة بشأن مستقبل المستوطنين تثير أزمة ائتلافية في حكومة نتنياهو
حاخامات متطرّفون يُحاضرون في كلية للشرطة الإسرائيلية
يعمل حاخامات من اليمين المتطرف الاستيطاني في إسرائيل، الذين يطلقون تصريحات عنصرية ضد العرب، محاضرين في كلية تابعة للشرطة الإسرائيلية، التي يدرس فيها شرطيون من التيار الصهيوني الديني اليميني المتطرف، وتصاعدت حدة الأزمة داخل الحكومة الإسرائيلية، وطالب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أمس، رئيس حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، بالاعتذار علناً عن تصريحات أطلقها في الأيام الأخيرة، وهاجمه فيها على خلفية المفاوضات مع الفلسطينيين، رغم تعثر هذه المفاوضات.
وتفصيلاً، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن بين هؤلاء، الحاخام دوف ليئور، الذي حققت معه الشرطة الإسرائيلية في الماضي، بسبب كتابة تقديم لكتاب «عقيدة الملك» الذي تضمن تشريعات دينية يهودية تسمح بقتل غير اليهودي.
وكذلك، فإن ليئور هو أحد ثلاثة حاخامات وقعوا على فتوى تبيح قتل رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين، كما وصف المستوطن باروخ غولدشطاين، الذي ارتكب المذبحة في الحرم الإبراهيمي في الخليل وقتل 30 فلسطينياً، بأنه «مقدس مثل أولئك المقدسين الذين قتلوا في المحرقة».
وأضافت الصحيفة أن حاخاماً آخر يحاضر في كلية الشرطة هو الحاخام إليكيم ليفانون، الذي يدعو إلى عدم بيع أو تأجير البيوت للعرب، ودعا تلاميذه إلى عدم تنفيذ أوامر عسكرية بإخلاء مستوطنات من قطاع غزة ضمن خطة الانفصال، معتبراً أنه «وفقاً للشريعة اليهودية فإنه لا يوجد فرق بين تدنيس قدسية يوم السبت وإخلاء يهود من بيوتهم، وتلاميذي لن يشاركوا في إخراج اليهود من بيوتهم».
في سياق متصل، قالت «هآرتس» إن رئيس بلدية القدس، نير بركات، يرشح لمنصب حاخام المدينة الحاخام شموئيل إلياهو، حاخام مدينة صفد الذي اشتهر في السنوات الأخيرة بدعوته إلى عدم تأجير البيوت أو بيعها للعرب وإلى طرد الطلاب العرب من كلية صفد.
وكان بركات صرح أخيراً بأنه «معجب للغاية بالحاخام إلياهو الذي أثّر في حياتي بالمعنى الإيجابي للكلمة»، كما تعهد في الماضي لجمهور اليهود المتدينين في القدس بتعيين حاخام ينتمي إلى التيار الصهيوني الديني المتطرف.
وعقب ذلك، أمر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، يهودا فاينشطاين، بفتح تحقيق ضد إلياهو، لكن هذا التحقيق أغلق لاحقاً من دون اتخاذ أية إجراءات ضد هذا الحاخام.
يشار إلى أن هؤلاء الحاخامات الثلاثة يعلنون عن معارضتهم لتجنيد الشابات للجيش الإسرائيلي، الأمر الذي أثار ضجة في إسرائيل في الفترة الأخيرة.
من ناحية أخرى، أثارت المناقشة بشأن مستقبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية أزمة ائتلافية في حكومة نتنياهو. وكان نتنياهو طلب اعتذاراً من بينيت وهو عضو بحزب «البيت اليهودي» القومي الذي انتقد علانية رئيس الوزراء لاقتراح أنه يتعين أن يظل بعض المستوطنين اليهود في أي دولة فلسطينية مستقبلية.
وقال مسؤول قريب من نتنياهو «رئيس الوزراء لا يحتاج إلى بينيت لتعليمه حب إسرائيل وحماية الأمن القومي الإسرائيلي».
وقال نتنياهو في دافوس بسويسرا الجمعة الماضية إنه ليس لديه «أي نية لإجلاء مستوطن واحد أو يهودي واحد»، ورفضت السلطة الفلسطينية هذه الفكرة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من نتنياهو قولهم إن «سلوك بينيت الوقح وأسلوبه الذي يفتقر للمسؤولية لن يمر بهدوء»، وأنه «إذا لم يعتذر بينيت فإنه سيشكل خطراً على التركيبة الحالية للحكومة، وتوجد لدى نتنياهو بدائل للائتلاف الحكومي»، في إشارة إلى مطالبة بينيت بالاستقالة وانسحاب حزبه من الحكومة.
في سياق آخر، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء أفيف كوخافي، خلال المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إن 170 ألف صاروخ موجهة نحو إسرائيل وتهددها، وأن البرنامج النووي الإيراني مازال مستمراً. وأضاف كوخافي أن «هذا العدد كان أكبر قبل عملية عمود السحاب العسكرية (ضد قطاع غزة في نوفمبر من عام 2012) وقد انخفض بسبب القتال في سورية أيضاً، لكنه سيعود ليرتفع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news