عناصر من الحوثيين يقومون بأعمال الدورية في صعدة. رويترز

الحوثيون يتقدمون في المعارك ضد القبائل

حقق المتمردون الحوثيون من الشيعة الزيدية تقدماً في المعارك الدائرة في شمال اليمن، أمس، حيث تمكنوا من السيطرة على اراض جديدة قبل عملية ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة.

وتفصيلاً، قال شهود عيان ومصادر قبلية، إن مئات من «أنصار الله» من المتمردين الحوثيين سيطروا اثر مواجهات عنيفة على بلدة حوث التي تبعد 180 كلم شمال صنعاء، وعلى الخمري معقل قبائل حاشد. وأكد المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام لـ«فرانس برس»: «لقد سيطر (أنصار الله) وأبناء المنطقة على حوث والخمري وفر عناصر حاشد والتكفيريين». وأشار إلى ان المعارك أوقعت «قتلى وجرحى» من دون مزيد من التفاصيل. ولم يتسن الحصول على حصيلة بعدد الإصابات. وقد بدأت المواجهات بين الطرفين في الخامس من الشهر الماضي، وازدادت وتيرتها حدة قبل أيام، إذ أدت إلى سقوط 60 قتيلاً يوم الجمعة الماضي.

خطف ألماني واحتجازه في منطقة قبلية

قال مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية لوكالة «فرانس برس»، أمس، إن ألمانياً تعرض للخطف في صنعاء الجمعة الماضي، ومحتجز حالياً في احدى مناطق القبائل. وأضاف دون توضيحات، ان الألماني، وهو في الستينات، خطفه شخص يريد ممارسة ضغوط على الحكومة من اجل إطلاق سراح نجليه. من جهتها، أفادت وكالة الانباء الرسمية، بأن وزير الخارجية أبوبكر القربي، بحث أمس، مع دبلوماسي ألماني مقيم في العاصمة اليمنية «الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية وقوات الأمن» للإفراج عن المخطوف.

يشار إلى ان التمرد الحوثي موجود بقوة في شمال اليمن، حيث يسيطر على محافظة صعدة ويحاول بسط سيطرته على مزيد من الأراضي قبل عملية ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن.

وقد سمح مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى قبل أيام وشاركت فيه القوى السياسية وضمنها «أنصار الله» بتحديد العناوين العريضة للدولة الجديدة، لكن لايزال يتعين الانتهاء من العملية الأكثر تعقيداً، أي ترسيم حدود الاقاليم وفقاً للمحللين الذين يخشون تصعيداً في العنف يقضي على عملية الانتقال السياسي في البلد الوحيد بين بلدان الربيع العربي، حيث أسفرت الانتفاضة الشعبية عن حل تفاوضي. وترتدي السيطرة على منطقة الخمري أهمية، خصوصاً كونها تضم المنزل العائلي لآل الأحمر زعماء قبائل حاشد، أكبر تجمع قبلي في اليمن. وقالت مصادر قبلية، إن الشيخ حسين الأحمر الذي كان في المنزل مع مرافقيه أمر بإخلائه وإحراق المنزل، لكن عبدالسلام اوضح ان «عناصر حاشد والتكفيريين حاولوا أثناء فرارهم احراق المنازل، لكننا منعناهم وضبطنا كميات من الأسلحة». وذكرت مصادر قبلية أن الانقسامات في صفوف حاشد قد تشكل سبباً لهذه الهزيمة. ويشهد التجمع القبلي الكبير خلافات بين زعيمه الشيخ صادق الأحمر والرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنتمي قبيلته إلى هذا التكتل. وقد أرغم صالح على التخلي عن السلطة منذ عامين لكنه لايزال يقود المؤتمر الشعبي العام (حزب السلطة سابقاً)، كما يتهمه معارضوه بأنه يعمل على زعزعة استقرار اليمن. وكان الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر أعلن الأسبوع الماضي لدى تقديمه تقريره أمام مجلس الامن الدولي، أن «عناصر من النظام السابق لاتزال تناور لوضع العراقيل أمام التغيير وإفشال عملية الانتقال». وحذر من أن هذه «العرقلة المنهجية» قد تؤدي إلى «اعادة إغراق البلاد في الفوضى».

وقال دبلوماسيون ان مجلس الأمن يعمل على مشروع قرار يلحظ عقوبات ضد أنصار النظام السابق الذين يحاولون عرقلة عملية الانتقال السياسي، في حين ترغب بعض الدول في ذكر اسم الرئيس السابق تحديداً.

وقد بدأ اليمن عملية انتقال معقدة جداً يجب ان تنتهي نظرياً الشهر الجاري، لكن الحوار الوطني الذي قاطعه الانفصاليون في الجنوب قرر تمديد عملية الانتقال لمدة عام من أجل إقرار دستور جديد عبر استفتاء، وعلى أساسه تجرى انتخابات عامة في البلد الفقير الذي تمزقه أعمال العنف.

الأكثر مشاركة