إسرائيل تسعى إلى فرض التجنيد الإلزامي على المسيحيين
كُشف النقاب، أمس، عن أن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، عضو الكنيست داني دانون، يسعى إلى سن قانون يقضي بفرض التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي على المواطنين العرب المسيحيين بإسرائيل، فيما صادقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس، أمس، على بناء معهد ديني يهودي «يشيفاه» ضخم بارتفاع 12 طابقاً في قلب حي الشيخ جراح الفلسطيني القريب من البلدة القديمة في القدس الشرقية.
وتفصيلاً، أفاد موقع «واللا» الإلكتروني، بأن دانون أجرى سلسلة لقاءات مع ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي ومع الشعبة الأمنية ــ الاجتماعية في الجيش، وبحث خلالها في جهوزية الجيش لرفع عدد المجندين المسيحيين في الوحدات المختلفة.
وصرح دانون بأنه سيقدم قريباً توصية للحكومة تقضي بفرض قانون التجنيد الإلزامي على الشبان العرب المسيحيين، وقدر أن ذلك سيؤدي إلى رفع نسبة المجندين للجيش التي تراجعت في السنوات الماضي.
وتشير المعطيات إلى أن نحو 90 شاباً عربياً مسيحياً تجند للجيش الإسرائيلي منذ مطلع العام الجاري، ويتوقع دانون أن يصل عددهم إلى نحو 200 بحلول نهاية العام، فيما تجند العام الماضي نحو 100 شاب عربي مسيحي.
ويعقد دانون أخيراً مؤتمرات بين أوساط الشبان العرب المسيحيين، بهدف تشجيعهم على التطوع في الجيش الإسرائيلي، بمشاركة رئيس منتدى تجنيد الشبان العرب المسيحيين الأب جبرائيل نداف.
وتواجه قضية تجنيد العرب المسيحيين للجيش معارضة من جانب الأغلبية الساحقة من أبناء الطوائف العربية المسيحية في إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استقبل نداف في مكتبه قبل شهور، ودعاه إلى مواصلة نشاطه من أجل تجنيد الشبان المسيحيين. وتأتي مبادرة دانون في وقت تعمل فيه لجنة في الكنيست على سن قانون جديد يلزم بتجنيد الشبان اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم) وسط معارضة قيادة الجمهور الحريدي. وجرت الخميس الماضي مظاهرات في أربع مدن إسرائيلية ومستوطنة ضد تجنيد «الحريديم»، واشتبك خلالها المتظاهرون مع قوات الشرطة، وأحرقوا سيارة تابعة لها احتجاجاً على إلزامهم بالتجنيد للجيش.
من ناحية أخرى، صادقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس على بناء معهد ديني يهودي «يشيفاه» ضخم بارتفاع 12 طابقاً في قلب حي الشيخ جراح، حيث قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، منع بحث بناء «يشيفاه» في مطلع العام الجاري، بسبب زيارة وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، لإسرائيل حينذاك من أجل دفع المفاوضات.
وذكر موقع «واللا» أن مبنى «يشيفاه» سيتكون من تسعة طوابق فوق الأرض وثلاثة تحت الأرض. وأضاف أن لجنة التخطيط والبناء صادقت على هذا المشروع الاستيطاني، رغم أن جهات مهنية في بلدية القدس عارضت المشروع، وأكدت أنه لا يخدم السكان المحللين، إضافة إلى أنه سيكون قريباً من منطقة فنادق. وقال عضو بلدية القدس عن حزب ميرتس اليساري، ايلي أفلالو، إنه كان يتعين إقامة مركز لخدمة سكان الشيخ جراح الفلسطينيين في الموقع الذي تقرر إقامة «يشيفاه» فيه «لكن الهدف هنا واضح، ويرمي إلى تحويل الشيخ جراح إلى حي يهودي».
في سياق آخر، وصف رئيس الموساد السابق، مائير داغان، مطالبة إسرائيل الفلسطينيين بالاعتراف بها بأنها دولة يهودية هو هراء، وشدد على أن المطالب التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من الفلسطينيين في إطار المفاوضات «زائدة». وأردف «نحن نطالب الآن باعتراف كهذا من دولة فلسطينية، ونحن نطالب باعتراف بطبيعة دولتنا من دولة ليست موجودة».