صفقات تسليح روسية لمصر.. وواشنطن تنتقد دعم بوتين للسيسي
وقعت القاهرة وموسكو بالأحرف الأولى عقود تسليح لمصر بقيمة ثلاثة مليارات دولار، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية، «لا الولايات المتحدة ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقرران من سيحكم مصر»، مؤكدة استمرار العلاقات الأميركية ـ المصرية التاريخية التي لن تتأثر بزيارة وزيري الدفاع والخارجية المصريين إلى روسيا. وفي القاهرة أطلقت قوات الأمن المصرية، أمس، الغاز المسيل للدموع على تظاهرات محدودة نظمها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في العاصمة ومدن مصرية عدة، كما أفشلت دعوات للتظاهر للمطالبة بإسقاط الحكومة.
وتفصيلاً، أفادت صحيفة فيدوموستي الروسية بأن موسكو والقاهرة وقعتا بالأحرف الأولى عقود تسليح لمصر بقيمة ثلاثة مليارات دولار، تشمل طائرات حربية ومنظومات للدفاع الجوي، وذلك أثناء زيارة وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي لروسيا. وقالت نقلاً عن مصادر حكومية روسية إنه بموجب العقود التي وقعت فعلياً أو اتفق عليها مبدئياً ستبيع روسيا لمصر مقاتلات ميغ 29، وأنظمة دفاع جوي من طرازات عدة، ومروحيات «مي35»، ومنظومات صاروخية ساحلية مضادة للسفن، وذخائر وأسلحة خفيفة متنوعة. واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيري الدفاع والخارجية المصريين عبدالفتاح السيسي ونبيل فهمي، اللذين التقيا قبل ذلك نظيريهما الروسيين سيرغي شويغو وسيرغي لافروف. ولم يشر الجانبان في ختام المحادثات إلى اتفاقات رسمية في مجال التسليح، لكن لافروف قال إن وزيري الدفاع اتفقا على «تسريع إعداد الوثائق التي من شأنها دفع التعاون العسكري والعسكري التقني». وأكدت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، أمس، أن السيسي وشويغو سيوقعان اتفاقية خاصة بإجراء مناورات مشتركة، جوا وبحرا وبرا، كما سيقدم خطة تحدّث روسيا بموجبها سلاح الجيش المصري.
سياسياً، انتقدت الولايات المتحدة إعلان الرئيس الروسي دعمه لترشح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة المقبلة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، إن الولايات المتحدة لا تدعم مرشحا معينا في مصر، واعتبرت أنه ليس من شأن بلادها أو بوتين أو أي طرف آخر أن يقرر بشأن من سيحكم مصر، لأن هذا القرار يعود للشعب المصري. وأكدت المتحدثة أن تقارباً محتملاً بين القاهرة وموسكو لن يضر بما وصفتها بالعلاقات القديمة والقوية والتاريخية بين مصر والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن القاهرة حرة في إقامة علاقات مع بلدان أخرى.
من جهة أخرى، قامت قوات الأمن بتفريق تظاهرات محدودة قام بها أنصار مرسي في ضاحية مدينة نصر، والمطرية بشمال القاهرة، وشارع الهرم السياحي، ومدينة 6 أكتوبر جنوب العاصمة، فيما تم إلغاء عدد من التظاهرات في أحياء عدة بالقاهرة. وقالت مصادر محلية، إن الأمن أطلق الغاز المسيل للدموع على أنصار مرسي في منطقة الدخيلة غرب الأسكندرية، ومنطقتي المثلث والسادات بمدينة السويس شرق القاهرة، وفي مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة. وقال مسؤول أمني إن شخصاً قتل، أمس، في اشتباك بين مؤيدين ومناوئين لجماعة الإخوان المسلمين في إحدى قرى محافظة دمياط. وقال مدير المباحث الجنائية بالمحافظة العميد السيد العشماوي إن زجاجة فارغة أصابت أسامة أحمد فرحات (38 عاماً) في الرأس خلال الاشتباك الذي وقع بقرية الشيخ ضرغام فأردته قتيلا.
وفي محافظة المنيا، قتل طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بطلقات الخرطوش بعدما اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين الإسلاميين وقوات الأمن، حسب ما قال مصدر أمني.
من جانبه، قال رئيس حزب غد الثورة أيمن نور، إن مسار 3 يوليو خيار فرضه وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي على الشعب المصري. في هذا السياق، حذر رئيس حزب مصر القوية عبدالمنعم أبوالفتوح من أن المصريين سيثورون مرة أخرى على ما وصفه بالحكم العسكري، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق. وذكر أبوالفتوح في مقابلة مع رويترز أن «الشعب المصري سيغضب مرة أخرى ويقوم بثورة جدبدة» .