عناصر من الشرطة المصرية أمام مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة. رويترز

مقتل شرطي مكلف بحراسة منزل قاضٍ يحاكم مرسي

قتل رقيب شرطة مصري، صباح أمس، في هجوم مسلح لمجهولين على دراجة نارية في مدينة المنصورة في دلتا النيل شمال القاهرة، في تواصل لمسلسل استهداف رجال الأمن، فيما تظاهر آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد ظهر أمس، في القاهرة وعدد من المحافظات مطالبين بـما أسموه «عودة الشرعية».

وفي تصاعد هجمات المسلحين على أفراد الامن في مصر في أعقاب عزل الجيش لمرسي، مطلع يوليو الماضي، قال مدير مباحث الدقهلية العميد السعيد عمارة لـ«فرانس برس»، إن مسلحين على دراجة نارية فتحوا النار على الرقيب في الشرطة عبدالله متولي، عندما كان على دراجته النارية على كوبري سندوب على النيل في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، صباح أمس.

وكشفت تحقيقات أولى أجرتها سلطات التحقيق القضائية، أن رقيب الشرطة متولي (42 عاماً)، وهو من القوة المكلفة بحراسة أحد قضاة يحاكمون الرئيس المعزول مرسي، قُتل بثلاث رصاصات أُطلقت عليه من الخلف أدت إلى وفاته في الحال، حسب ما أظهرته المعاينة المبدئية عن إصابة رقيب الشرطة عبدالله عبدالله متولي علي الحِملي بثلاث رصاصات. وأوضحت التحقيقات أن مرتكبي الحادث شخصان كانا يستقلان دراجة بخارية تتبعوا الشرطي بعد انصرافه من الخدمة أمام منزل المستشار حسين قنديل، عضو اليمين في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها مرسي وآخرون، وأطلقوا النار عليه أثناء نزوله من كوبري (جسر) قرية «منية سندوب» التابعة لمدينة المنصورة (مركز محافظة الدقهلية شمال القاهرة)، وكان يستقل دراجة بخارية.

إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان صحافي، إن «الحادث وقع في السابعة والنصف صباحاً أثناء سير رقيب الشرطة بمنطقة جسر سندوب، حيث اعترضه مجهولان يستقلان دراجة بخارية وأطلقا أعيرة نارية عدة تجاهه، ما أدى إلى استشهاده». وأضافت الوزارة أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة وملاحقة الجناة وضبطهم. وكانت وسائل إعلام مصرية نقلت، في وقت سابق، عن مدير مباحث الدقهلية، قوله إن «شرطياً مكلفاً بحراسة أحد قضاة هيئة المحكمة الخاصة بالرئيس السابق محمد مرسي قتل برصاص مجهولين». وقتل 15 شخصاً معظمهم من رجال الأمن حين استهدف تفجير بواسطة سيارة مفخخة مبنى مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة ذاتها في ديسمبر الماضي. ويعد تفجير المنصورة هو الأعنف والاكثر تدميراً منذ الإطاحة بمرسي خارج شبه جزيرة سيناء المضطربة، حيث قتل أكثر من 100 من رجال الجيش والشرطة في هجمات المسلحين. ومنذ نهاية يناير الفائت، قتل 27 شرطياً على الأقل في هجمات استهدفت رجال الأمن خارج سيناء، معظمهم في هجمات لمسلحين على دراجات نارية. وتركز كثير من هجمات المسلحين أخيراً على أفراد الشرطة خارج المقار الأمنية في مدن دلتا النيل، خصوصاً في محافظة الشرقية ومدن قناة السويس.

في الأثناء تظاهر آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد ظهر أمس، في القاهرة وعدد من المحافظات مطالبين بما أسموه «عودة الشرعية». وانطلق آلاف من المنتمين لتنظيم الإخوان المسلمين وتيارات متشددة، في شكل مسيرات من أمام مساجد رئيسة في أحياء حلوان، وحدائق حلوان، والمعادي، ومدينة نصر، والمطرية، والهرم بالقاهرة. كما نظّم أنصار الرئيس المعزول مسيرات في محافظات الإسكندرية، والسويس، ودمياط، والمنيا. وتأتي المسيرات في سياق تظاهرات يقوم بها أنصار مرسي منذ عزله، والتي تتحول إلى أعمال عنف واشتباكات بين أولئك المناصرين من ناحية وبين معارضيه وعناصر الأمن من ناحية أخرى، أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 شخص وإصابة نحو 5000 آخرين.

 

الأكثر مشاركة