تأكيدات بقبول نتنياهو إخلاء بعض المستوطنات.. ومكتبه ينفي

أكدت مصادر إسرائيلية مطلعة على سير المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى استعداده لإخلاء مستوطنات حال تم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، الأمر الذي نفاه مكتب الأخير. فيما كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق على أن يتولى يهودي إسرائيلي منصب عمدة لبلدية عامة لمدينة القدس، لتتولى أمور عاصمتي إسرائيل ودولة فلسطينية.

ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات، أن نتنياهو سيوافق على إجلاء الآلاف من المستوطنين من منازلهم ضمن اتفاق بين الجانبين.

وبحسب المصادر، سيتم تقسيم المستوطنات إلى ثلاث فئات: الأولى تتعلق بالتجمعات الاستيطانية الأساسية التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، يضاف إليها بعض المستوطنات القريبة من حدود الرابع من يونيو عام 1967، ويوجد في هذه التجمعات مع المستوطنات عدد كبير من المستوطنين يصل إلى مئات الآلاف. والثانية المستوطنات التي ستبقى تحت السيطرة الفلسطينية وفق ترتيبات محددة يتم وضعها لاحقاً، والحديث يدور هنا عن عشرات الآلاف من المستوطنين. والفئة الثالثة المستوطنات التي سيتم إخلاؤها بشكل كامل حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة، والحديث يدور هنا عن عدد قليل من المستوطنات التي تصفها إسرائيل بالمعزولة، ويوجد فيها عدد قليل من المستوطنين.

من جهة أخرى، ذكرت «معاريف» أن اتخاذ وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان مواقف أكثر اعتدالاً بشكل ملحوظ إزاء الملف الفلسطيني، وتواصله المستمر مع نظيره الأميركي جون كيري جاء بعد إدراكه حقيقة استعداد رئيس الوزراء لتقديم تنازلات حقيقية من أجل إنجاح العملية التفاوضية. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال «لن نسمح، حتى لمستوطن أن يبقى على أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية»، وأضاف أن «الذين يطالبون بضرورة بقاء المستوطنين يقولون فعلياً إنهم لا يريدون قيام دولة فلسطينية».

وانتقد نتنياهو بشدة الموقف الفلسطيني الذي يعارض بقاء سكان يهود في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية. واعتبر نتنياهو أن هذا الموقف ينطوي على تطهير «عرقي»، مشيراً إلى أن العديد من المواطنين العرب يعيشون في دولة إسرائيل.

من ناحية أخرى، كشف أولمرت في مقابلة أجرتها معه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية ونشرتها أمس، أن عباس وافق خلال مفاوضات الطرفين التي انتهت في سبتمبر عام 2008 على عمدة يهودي لبلدية القدس بعد تقسيمها إلى عاصمتين.

وقال أولمرت «وافق أبومازن (عباس) على انه بينما سيتم تقسيم القدس إلى عاصمتين، سيكون هناك عمدة واحد للمدينة، ونظراً لأن اليهود يشكلون الأغلبية في المدينة، فمن المرجح أن يكون إسرائيلياً».

ورداً على سؤال عما اذا كان عباس قد قبل العرض، أضاف أولمرت «أعتقد أنه تقبل فكرة ان تكون ثلاث دول من الدول الخمس التي ستشكل الوصاية الدولية، إسلامية».

وفي ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين، قال أولمرت إنه عرض قبول 1000 لاجئ سنوياً على مدار خمس سنوات على أساس انساني وليس على أساس «حق العودة» الفلسطيني، مشيراً إلى أن عباس أراد المزيد، غير أنه لم يحدد العدد.

ودافع أولمرت عن رفض عباس طلب نتنياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وقال إن مثل هذا الطلب يجب أن يأتي فقط في نهاية العملية عندما يحصل على التزامات من الجانب الإسرائيلي. وأكد نتنياهو على هامش اجتماع مشترك لمجلسي وزراء إسرائيل وألمانيا بالقدس الأربعاء الماضي، أنه «لن تكون هناك أي مصالحة مع الفلسطينيين ما لم يعترفوا بيهودية دولة إسرائيل».

 

ي

الأكثر مشاركة