سورية سلّمت ثلث ترسانتها الكيماوية
أعلنت رئيسة بعثة نزع السلاح لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيغريد كاغ، أن سورية سلمت أو أتلفت تقريباً ثلث ترسانتها الكيماوية «لكنها مازالت متأخرة في التزاماتها الدولية»، في وقت اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» بتغذية الصراع الطائفي لـ«تبرير وحشيتهما»، معربة عن أسفها لما يتعرض له المسيحيون والأقليات الأخرى من تهديدات.
وقالت سيغريد كاغ في اجتماع لها بمقرها في لاهاي، أمس، إنه «تمت حتى الآن إزالة أو إتلاف نحو ثلث الاسلحة الكيماوية السورية».
وأضافت أن «هذا تقدم جيد، وأتوقع تسريعاً إضافياً وتكثيفاً للجهود». وسبق ان عجزت سورية مرات عدة عن احترام مهل محددة لتسليم أو اتلاف ترسانتها الكيماوية قبل 30 يونيو، فقد دعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة دمشق إلى التحرك بسرعة.
وأكد مدير المنظمة أحمد أوزومجو، خلال اجتماع اللجنة التنفيذية، أن سورية قدمت مراجعة لاقتراحها تنص على إزالة جميع الاسلحة الكيماوية منها قبل نهاية أبريل المقبل، بعد ان كانت أكدت انها لن تنهي المهمة قبل يونيو. وذكر في اجتماع للمنظمة قبل أسبوعين، أن 11% فقط من أسلحة سورية الكيماوية نقلت من البلاد.
وقال أوزومجو، انه «نظراً إلى فوات مهلتين محددتين لإزالة الترسانة، من المهم الحفاظ على الوتيرة المعتمدة أخيراً».
وكان يفترض بسورية أن تنقل أكثر المواد الكيماوية الأكثر خطورة من «الفئة 1» قبل 31 ديسمبر، ومن «الفئة 2» قبل الخامس من فبراير الماضي. وأشار أوزومجو إلى أن الحكومة السورية كررت من جهتها التزامها بتطبيق آليات النقل في المهل المحددة.
كما أتلفت سورية 93% من مخزونها من «الايزوبروبانول» المستخدم في صنع غاز السارين، الأمر الذي كان يفترض ان ينتهي في الأول من مارس.
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، في بيان إن «الولايات المتحدة تأسف للتهديدات المستمرة للمسيحيين والأقليات الأخرى في سورية، واستهدافهم بشكل متزايد على يد المتطرفين».
وأشارت إلى أنه «في الأسبوع الماضي، في الرقة أعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام أنها ستجبر السوريين المسيحيين على اعتناق الإسلام، أو الحفاظ على عقيدتهم المسيحية مقابل دفع ضريبة، أو مواجهة الموت».
وشددت بساكي على أن هذه الظروف المروعة تنتهك حقوق الإنسان العالمية، وقد أظهرت «داعش» من جديد عدم اهتمامها بحياة السوريين، وهي مستمرة في ارتكاب الأعمال الوحشية ضد الشعب السوري.
وقالت بساكي إنه «فيما يحاول نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، رسم نفسه على أنه حامي الأقليات في سورية، فقد قمع بوحشية معارضة أي طيف من أطياف المجتمع».
ولفتت إلى أن النظام السوري اعتقل مسيحيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان ومعارضين مسالمين، مثل رئيس المنظمة الديمقرايطة الأشورية أكرم البني، إلى جانب مهاجمة ومصادرة كنائس، وقصف مجتمعات مسيحية مثل يبرود، وقصف عشرات الكنائس، وهوجم بعضها ببساطة لأنها تقع في مناطق تسيطر عليها المعارضة. وشددت بساكي على أن «للشعب السوري تاريخاً طويلاً في التسامح واللاعنف، لكن كل من النظام وداعش يغذي الصراع الطائفي لتبرير وحشيتهما».
على الصعيد الميداني، ألقت مروحيات سورية براميل متفجرة بالقرب من مدينة يبرود التي تعد معقلاً لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون، أمس، بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجوم واسع على هذه المدينة الاستراتيجية القريبة من الحدود اللبنانية.
وجاءت الغارات بعد يوم من مقتل 15 مسلحاً على الأقل في اشتباكات في يبرود الواقعة شمال دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أكد تقارير سابقة من نشطاء ميدانيين قالوا إن القتال لايزال مستمراً للسيطرة على منطقة السحل بعد يوم من إعلان الجيش النظامي السوري سيطرته على تلك المنطقة بشكل تام.
وتقع السحل على مسافة ستة كيلومترات من يبرود، أبرز معاقل المعارضة في القلمون التي يحاول نظام الرئيس بشار الأسد استعادتها من خلال حملة عسكرية واسعة بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع.
كما أفاد المرصد بأن انفجاراً شديداً هز قرية كفردريان بمنطقة سرمدا بإدلب شمال سورية. وذكر في بيان أنه تبين أن الانفجار ناجم عن تفجير معمل لتصنيع ذخيرة تابع لـ«جبهة النصرة». وقال إن هناك معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر جبهة
النصرة، ومقتل ثلاث مواطنات بمنطقة مجاورة للمعمل.