رجل يحمل طفلة تبكي بعد نجاتهما من غارة بـ«برميل متفجر» ألقته القوات النظامية على حي الصاخور بحلب. أ.ف.ب

المعارضة تستعدّ للزحف باتجاه دمشق

ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، أن مقاتلي المعارضة السورية يستعدون للزحف من جنوب البلاد باتجاه العاصمة دمشق، في إطار تحول بارز باستراتيجيتهم، متحدثين عن نشر نحو 30 ألف مقاتل في الضواحي الشمالية لدمشق، وحتى الحدود الجنوبية تحت قيادة رسمية واحدة. في حين قتل 17 مقاتلاً معارضاً بمعارك مع القوات النظامية مدعومة بـ«حزب الله» اللبناني، في محيط مدينة يبرود آخر معاقل المعارضة المسلحة بمنطقة القلمون الاستراتيجية، والتي تعرض محيطها لست غارات من القوات النظامية.

ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز»، عن نشطاء في المعارضة السورية ومقاتلين في الفصائل المسلحة، قولهم إن المساعدات تتدفق على جنوب البلاد، ويعمل مستشارون عرب وغربييون حالياً على توحيد العشرات من الجماعات المسلحة المنفصلة، تحت هيكل رسمي موحد يمنح السلطة المطلقة للقادة المحليين.

وأضافت أن من وصفتهم بـ«متمردي الجنوب»، على طول الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، تمكنوا في الأيام الأخيرة من تحقيق مكاسب جزئية بمحافظتي القنيطرة ودرعا، فضلاً عن ضواحي الريف الجنوبي من دمشق، ويستولون كل أسبوع تقريباً على أراضٍ جديدة.

وأشارت إلى أن المقاتلين السوريين وداعميهم العرب والغربيين، يعملون منذ فشل محادثات السلام في مؤتمر «جنيف 2»، الشهر الماضي، على إيجاد صيغة لتحقيق مكاسب كافية في ساحة المعركة، لإجبار الرئيس بشار الأسد على التفاوض لتسليم السلطة.

ونسبت الصحيفة إلى «ليث حوران»، وهو الاسم الحركي للناطق الرسمي باسم «كتائب اليرموك» العاملة في جنوب سورية، قوله إنه «يجري الإعداد لشن حملة شرسة جداً ضد النظام الآن، وسيتم فتح الطرق نحو دمشق والمناطق المحاصرة قريباً، وجرى إنجاز الكثير من التقدم في هذه الحملة، وسيتم بموجها تحرير المزيد من المناطق».

ولفتت إلى أن جزءاً كبيراً من التركيز انصب في العامين الماضيين على طول الحدود التركية في شمال سورية، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من تحرير مساحة واسعة نسبياً من الأراضي التي تحولت لاحقاً إلى ساحة قتال دامية بين الجماعات المسلحة المعتدلة، و«الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)» المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقالت «فايننشال تايمز» إن قوى أجنبية قدمت دفعة قوية للجماعات المسلحة في جنوب سورية قبل عام، لكنها أبقت تركيزها على المناطق المتاخمة لإسرائيل والأردن، وركزت على تقديم الأسلحة لاستخدامها في هجمات محددة.

ونسبت إلى ناشط في المعارضة السورية وصفته بالبارز، قوله «إن نحو 30 ألف مقاتل من جماعات المعارضة المسلحة، ينتشرون في الضواحي الشمالية لدمشق وحتى الحدود الجنوبية، تم وضعهم تحت قيادة رسمية واحدة».

وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري رد على خطر هجوم الجنوب بتكثيف القصف الجوي للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة هناك، وغالباً باستخدام البراميل المتفجرة التي كان لها تأثير مدمر في مدينة حلب.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، إنما لا يقل عن 17 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية، قتلوا باشتباكات مع القوات النظامية، مدعمة بجيش الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» بمحيط مدينة يبرود، أول من أمس. وأشار إلى أن الطيران الحربي نفذ صباح، أمس «ست غارات جوية على منطقة العقبة، ومحيطها وأطراف يبرود».

وحققت القوات النظامية تقدما في الأيام الماضية باتجاه يبرود، وسيطرت على مناطق محيطة بها، أبرزها قرية السحل الاثنين الماضي. وفي حمص (وسط)، شن الطيران الحربي أكثر من 14 غارة منذ صباح أمس، على قرية الزارة ومناطق في بلدة الحصن، تزامنا مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة على أطراف البلدتين، بحسب المرصد.

وتحاول القوات النظامية السيطرة على هاتين البلدتين، بهدف «تطهير» ريف حمص الغربي من المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. وفي محافظة حماة (وسط)، قال المرصد إن ما لا يقل عن 14 عنصرا من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني الموالي لها، قتلوا منذ أول من أمس، باشتباكات مع مقاتلي المعارضة في بلدة مورك ومحيطها. وأدت هذه المعارك إلى مقتل تسعة مقاتلين، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي قصف البلدة الواقعة على الطريق بين حماة وإدلب (شمال غرب)، وتشهد معارك عنيفة منذ أيام. وفي شمال البلاد، تدور اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة 17 بين القوات النظامية ومقاتلي «داعش» في محافظة الرقة.

وتعد هذه الفرقة أحد آخر معاقل النظام في الرقة، التي تسيطر «الدولة الإسلامية» على معظم مناطقها.

 

 

الأكثر مشاركة