رئيسة الدير أكدت تلقيهن معاملة جيدة وتوفير احتياجاتهن طوال فترة احتجازهن
الإفراج عن راهبات معلولا مقابل 150 معتقلة لدى دمشق
أفرج فجر أمس عن 13 راهبة وثلاث مساعدات لهن من دير مار تقلا في معلولا السورية، بعد احتجازهن أشهراً على أيدي مجموعة مسلحة شمال دمشق، بفضل وساطة إقليمية شملت إطلاق أكثر من 150 معتقلة في السجون السورية. في حين أكدت الراهبات تلقيهن معاملة جيدة وتوفير احتياجاتهن طوال فترة احتجازهن.
ووصلت الراهبات المفرج عنهن إلى منطقة القصاع بدمشق، وسط استقبال شعبي وديني.
وكان ناشطون معارضون بثوا، صباح أمس، شريطاً مصوراً يظهر نقل راهبات دير مار تقلا، وهن لبنانيات وسوريات، من مكان احتجازهن إلى جرود بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، حيث تسلمهن الأمن العام اللبناني، وسلم المقاتلين في المقابل سيدة وثلاثة أطفال كانوا محتجزين في سورية.
وتسلم الأمن العام اللبناني الراهبات في المنطقة الجردية، ونقلهن إلى الأراضي اللبنانية، ومنها إلى جديدة يابوس عبر نقطة المصنع الحدودية.
وأظهر شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» عملية التبادل. وبدت الراهبات يغادرن منزلاً في منطقة غير محددة. وسمع أحد المقاتلين يقول لها «اذكرونا بالخير»، في حين بدا مسلح آخر ملثم يحمل راهبة غير قادرة على المشي، قبل أن يضعها في سيارة رباعية الدفع، وهي تقول له «الله يقويك (يمنحك القوة)». وسمع المقاتلون يهتفون «الله أكبر» بعد التسليم والتسلم.
ووصلت الراهبات بعد منتصف الليلة قبل الماضية إلى معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، حيث أقيم لهن حفل استقبال قصير في صالون الشرف، وبدا عليهن الإرهاق. ودخلت الراهبات وسط جمع من الصحافيين والرسميين والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم.
وتوجهت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف في مؤتمر صحافي، عقب الإفراج، بالشكر إلى عناصر «جبهة النصرة» لمعاملتهم الجيدة وتوفيرهم احتياجاتهن طوال فترة احتجازهن، كما نفت إجبارهن من قبل «النصرة» على خلع صلبانهن.
وأكدت سياف، أن أياً من المفرج عنهن لم تتعرض لسوء خلال فترة احتجازهن منذ مطلع ديسمبر الماضي. وقالت «جميعنا، الأشخاص الـ16 الذين كنا هناك، لم نتعرض لأي مساس بنا أو سوء».
وأضافت «المعاملة كانت جيدة، حسنة، حتى إن شخصاً يدعى جورج حسواني (أحد وجهاء يبرود) وضع في تصرفنا كل البناية» التي احتجزن فيها في يبرود، أبرز معاقل المعارضة في القلمون قرب الحدود اللبنانية. كما شكرت سياف كل من أسهم في الإفراج عنهن.
وتقع معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق، وهي بلدة غالبية سكانها من المسيحيين معروفة بآثارها ومقدساتها، خصوصاً دير مار تقلا، ويتقن سكانها الآرامية لغة المسيح. ودخلها مقاتلون في سبتمبر الماضي قبل ان تستعيدها القوات النظامية، إلا أنهم سيطروا عليها مجدداً في ديسمبر.
وكان مصدر مقرب من ملف التفاوض أفاد بأن الراهبات كن محتجزات لدى مجموعة من «جبهة النصرة» يقودها شخص معروف باسم «أبومالك الكويتي».
وقالت سياف، إن «الجبهة كانت معاملتها جيدة معنا، كانت توفر لنا كل طلباتنا». وأضافت رداً على سؤال عن سبب عدم وضعهن الصلبان أثناء الاحتجاز، ان الخاطفين لم يطلبوا ذلك، بل إن الراهبات فضلن عدم وضعه لأنهن رأين أن وضعه لم يكن مناسباً نظراً لظروف الاحتجاز. من جهته، أكد اللواء عباس إبراهيم، أن ما جرى «عملية متكاملة»، مشيراً إلى وجود «موقوفات وسجينات تم إطلاق سراحهن»، وأن «العدد اكثر من 150». وشدد على أنه «لم يتم دفع أي بدل مادي».
في السياق، أكد محام ناشط في حقوق الإنسان، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه «تم إطلاق سراح العديد من المعتقلات اللاتي تتم محاكمتهن أمام محكمة الإرهاب في إطار عملية تبادل»، من دون أن يؤكد أن ذلك جاء في إطار صفقة الإفراج عن راهبات معلولا.
ولفت إلى أن المعتقلات اللاتي أفرج عنهن في محكمة الإرهاب لسن الوحيدات ضمن المفرج عنهن في إطار الصفقة. وعلى الرغم من أن التلفزيون السوري بث تغطية متلاحقة لنبأ الإفراج عن الراهبات، فإنه لم يشر إلى أي اتفاق لتبادل معتقلات، إذ يفضل النظام في سورية التعتيم على مثل هذه الأخبار التي تكررت مرات عدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news