معارك طاحنة في يبرود مع دخول النزاع عامه الرابع

دارت، أمس، معارك طاحنة داخل مدينة يبرود، أحد أبرز معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية بريف دمشق، فيما طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، «العالم الحر»، بتأمين وسائل الانتصار على نظام الرئيس بشار الاسد والجهاديين، مع دخول النزاع في سورية، الذي حصد اكثر من 146 ألف قتيل، عامه الرابع من دون اي بارقة أمل بقرب انتهائه.

وقال مصدر عسكري لـ«فرانس برس»، أمس، إن «معارك عنيفة تدور داخل الأحياء الشرقية ليبرود»، مؤكدا أن «القادة الـ13 لمقاتلي المعارضة، الذين كانوا يقودون العمليات قتلوا»، متحدثاً عن «عدد كبير من القتلى» في صفوف مقاتلي المعارضة.

من جانبه، بث التلفزيون الرسمي السوري مشاهد من تلة تشرف على يبرود، مؤكدا ان الجيش السوري يتقدم في المدينة ويوسع سيطرته على أغلبية المناطق التي تربط سورية بلبنان.

وأورد مراسل التلفزيون في المكان ان الجيش يكثف قصفه معاقل «الإرهابيين» ويحرز تقدماً كبيراً، متحدثاً عن «معارك عنيفة بين الجيش والجماعات الإرهابية وبينها جبهة النصرة» المتطرفة، التي تشكل فرعاً لـ«القاعدة» في سورية.

وأضاف ان الجماعات المسلحة فرّت من يبرود نحو مدينة رنكوس بعد الضربات القاسية التي وجهتها القوات المسلحة.

وأوضح التلفزيون أن الجيش سيطر على العديد من المرتفعات التي تشرف على المدينة خصوصاً تلة مار مارون، وهي الأعلى عند اطراف يبرود، التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان المعارك ضد المعارضة السورية يخوضها مقاتلو «حزب الله» اللبناني معززين بقصف جوي لقوات النظام.

وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن، قال لـ«فرانس برس» في وقت سابق، إن «معارك طاحنة تدور بين القوات النظامية و(حزب الله) اللبناني وقوات الدفاع الوطني ضد مقاتلي المعارضة على أطراف مدينة يبرود، ترافقت مع قصف القوات النظامية مناطق في المدينة».

ووفقاً للمرصد، فقد ألقت مروحيات براميل متفجرة على محيط المدينة الشرقي، في حين كانت مواجهات تدور بين مقاتلي «حزب الله» والمعارضة المسلحة.

وكانت «جبهة النصرة» اعترفت بسقوط احد المواقع المحاذية للمدينة، ما دفع مقاتليها إلى الانسحاب نحو مواقع خلفية.

وذكر المرصد، أمس، أن القيادي في «جبهة النصرة» أبوعزام الكويتي، لقي مصرعه خلال قصف واشتباكات مع القوات النظامية و«حزب الله» وقوات الدفاع الوطني، على أطراف مدينة يبرود الليلة قبل الماضي. ويعد أبوعزام الشخصية الثانية في «جبهة النصرة» بالقلمون. واضاف المرصد انه «كان مفاوضاً رئيساً في ملف تبادل راهبات معلولا».

في السياق، قتل شخص واصيب ثلاثة آخرون، أمس، بسقوط صواريخ مصدرها الاراضي السورية على قرى في شرق لبنان تعتبر معاقل لـ«حزب الله». وقال مصدر أمني، إن «شخصاً قتل واصيب آخر في قرية النبي عثمان بصواريخ اطلقت من الجانب السوري»، متحدثاً ايضاً عن جريحين في قرية اللبوة المجاورة. وتعتبر القريتان من مناطق نفوذ «حزب الله». وفي باريس، طالب الجربا «العالم الحر» بتزويد السوريين بـ«الوسائل لمحاربة نظام الاسد والجهاديين والانتصار».

وقال الجربا في رسالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية «لا شيء ولا احد تمكن - أو أراد - إنقاذ الشعب السوري من صواريخ وقنابل بشار الاسد، ولا من التعذيب حتى الموت في سجونه، ولا من الاختناق والموت بالغاز واسلحته الكيماوية». وأضاف «لكن على الرغم من وحشيته الكبيرة وتفوقه العسكري، ثمة امر واحد اكيد، هو ان بشار الاسد لم ينجح يوماً في سحق الثورة، ولن ينجح ابدا في ذلك، الشعب مصمم على تحقيق الحرية». وقال «آن الاوان للعالم الحر لمساعدة السوريين في الخروج من عزلتهم، عليه ان يؤمن لهم الوسائل لمحاربة بشار الاسد والجهاديين، يجب ان يؤمن لهم الوسائل للانتصار نهائياً على الاسد وعلى الجهاديين».

 

الأكثر مشاركة