انتقادات سياسية وحزبية لإصرار واشنطن على التواصل مع «الإخوان»

حكومة محلب تؤكد التصدي لأي اعتداء على منشآت مدنية أو عسكر ية

مجلس الوزراء المصري اجتمع في جلسة طارئة أول من أمس في ضوء الأحداث الأخيرة من الاعتداء على أفراد الجيش والشرطة. من المصدر

أكدت الحكومة المصرية، الليلة قبل الماضية، أنها ستتصدى «بحسم» لأي اعتداء على منشآت مدنية أو عسكرية غداة مقتل ستة جنود عند نقطة تفتيش في القاهرة، وذلك عقب قيام مسلحين بقتل ستة من جنود الشرطة العسكرية في القاهرة، فيما أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون أميركيون بشأن وجهة نظر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، من الأزمة في مصر، وتحديداً «الإخوان المسلمين»، حالة من الغضب الكبير بين السياسيين والحزبيين الذين اعتبروها مؤشراً الى استمرار دعم الولايات المتحدة للجماعة، رغم موجة الإرهاب والعنف السياسي التي ألصقت بها داخل مصر، واعتبار مصر والسعودية الجماعة منظمة إرهابية.

عمرو موسى: السيسي سيترشح وعلينا الالتزام بالشرعية

قال عمرو موسى، رئيس لجنة الـ50 لتعديل الدستور، إن مصر تمر بمرحلة إعادة بناء، ولابد من التعامل بحذر في هذه الفترة، مضيفاً «علينا جميعاً أن نلتزم بهذه الشرعية الجديدة، ولابد من تعديل برامج الدولة».

وأوضح موسى، خلال في حوار متلفز أول من أمس، أن «مصر ركن له أهمية عالمية، ودول العالم لن تسمح بانهيارها»، مشيراً إلى أنها بمقتضى الدستور تتحدث عن نظام ديمقراطي، ولكن ذلك لا يعني الخضوع للعنف أو للإرهاب. وأشار موسى إلى أن المشير عبدالفتاح السيسي أكد له أنه اتخذ قراراً نهائياً بالترشح للرئاسة.

وعن جماعة الإخوان، قال موسى «دول الإقليم ترفض تعامل (الإخوان) في المنطقة، ويتزايد ذلك الرفض عالمياً»، مؤكداً أن ما يفعله يوسف القرضاوي يهين الجميع، وقطعاً الإسلام ليس كذلك.

وتفصيلاً، قالت الحكومة في بيان أصدرته اثر اجتماع طارئ استمر إلى ما بعد منتصف ليل السبت، إنه طبقاً للدستور الجديد الذي تم اقراره في يناير الماضي فإن «القضاء العسكري يختص دون غيره بالفصل في كل الجرائم المتعلقة بالقوات المسلحة وضباطها وأفرادها ومن في حكمهم». وأضافت أن هذا «يسري على أي اعتداء أو الشروع فيه على الكمائن المشتركة المشكلة من أفراد القوات المسلحة». وأكد مجلس الوزراء أن «الدولة عازمة على المضي قدماً في استكمال خارطة الطريق، مهما كانت التحديات والتضحيات تلبية لمطالب الشعب في ثورتَي» 25 يناير 2011 التي أسقطت حسني مبارك، و30 يونيو 2013 التي أدت إلى عزل محمد مرسي.

ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بشدة الحادث «الإرهابي» الذي وقع في مدينة شبرا الخيمة، وأسفر عن مقتل ستة من أفراد الشرطة العسكرية وإصابة آخرين. واستنكر، في بيان صحافي، استمرار استهداف أفراد الجيش والشرطة من قبل الجماعات الإرهابية، ما يتطلب من الحكومة المصرية وجميع الجهات المعنية التدخل الفوري لوقف نزيف الدم من جراء العمليات الإرهابية التي تحصد أرواح المواطنين. وأكد تضامن جامعة الدول العربية الكامل مع الحكومة المصرية في مواجهة العمليات الإرهابية التي تُرتكب وتضر بأمن البلاد واستقرارها.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، قد أكدت أن الولايات المتحدة تجري مجرد اتصالات مع كل أطراف الأزمة في مصر، لأنها تؤمن بأهمية الحوار مع جميع الأطراف التي يجب أن تكون في النهاية طرفاً ومشاركاً في عملية رسم مستقبل مصر، وأعقبتها تصريحات صحافية لمسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أكد فيها أن جماعة الإخوان لا تشكل خطراً على واشنطن، وأن بلاده لم تتسلم حتى الآن أي طلب لوضع «الإخوان» على اللائحة الأميركية للتنظيمات الإرهابية. وتعليقاً على ذلك، ذكر رئيس مجلس الأمناء بحزب المصريين الأحرار، أسامة الغزالي حرب، أن التصريحات الأميركية حول تواصل واشنطن مع كل الأطراف في مصر بمن فيهم جماعة الإخوان تظهر حقيقة العلاقة بين الجماعة والولايات المتحدة، وأن الجماعة هي الأقرب لمصالح واشنطن بالمنطقة، مطالباً بضرورة التواصل مع المنظمات الدولية وكل القوى الدولية التي تتفهم هذا الإرهاب، لاعتبار الإخوان جماعة إرهابية. فيما وصف نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، أندريه زكي، التصريحات الأميركية بأنها تعبر عن تخبّط في مواقف السياسة الأميركية، ولا يوجد تواصل منهجي في المواقف نفسها، مطالباً القائمين في الحكومة الأميركية إلى التعامل مع الشرعية في مصر عقب ثورة 30 يونيو، 2013، مؤكداً أن مصر تسير حالياً بخطوات ثابتة في خارطة المستقبل. كما دعا الإدارة الأميركية إلى مراجعة نفسها والالتزام بما يقره الشعب المصري واحترام إرادته، مشدداً على أن واشنطن لا تملك حق التفاوض مع أحد. وأكد مجدي شرابية، الأمين العام لحزب التجمع، رفض أي تدخل للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لمصر، وأن حديثها عن أن مصالحها بالمنطقة يسمح لها بالتدخل، يعتبر أمراً مرفوضاً من القوى السياسية الوطنية. ونبه مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نورالدين، إلى أن الدعم الأميركي المادي والمعنوي الذي تحصل عليه الجماعة الإرهابية من أميركا، يمثل استفزازاً لمشاعر ومصالح واشنطن مع مصر والدول التي أعلنت «الإخوان» تنظيماً إرهابياً بسبب ما ارتكبته هذه الجماعة وحلفاؤها من أعمال عنف وقتل وإرهاب ضد الشعب والوطن.

تويتر