المعارضة تسيطر على نقــــاط حدودية مع تركيا بريف الــلاذقية
سيطر مقاتلو المعارضة السورية، أمس، على نقاط حدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية، وسط اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، بعد إعلان إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة الساحلية، التي تعد معقلاً مهماً لنظام الرئيس بشار الأسد. في حين قتل ثلاثة أشخاص في مواجهات بين مجموعات سنّية وعلوية في مدينة طرابلس في شمال لبنان، بينما قتل راعيان أحدهما سوري والآخر لبناني، في إطلاق نار مصدره الأراضي السورية، لم تتضح ظروفه في شرق البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن كتائب إسلامية بينها «جبهة النصرة»، تحقق تقدماً في محافظة اللاذقية، وتخوض اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
ويأتي هذا التقدم الذي شمل بحسب المرصد السيطرة على مخفر حدودي وبعض المباني على أطراف مدينة كسب الحدودية، بعد ايام من إعلان «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام»، إطلاق «معركة الأنفال» في المحافظة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، «إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي (جبهة النصرة) و(حركة شام الإسلام) و(كتائب أنصار الشام) في محيط مدينة كسب» الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية.
وأشار إلى أن المقاتلين سيطروا على نقاط مراقبة حدودية، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على المعبر، موضحاً أن المقاتلين قصفوا بقذائف الهاون والصواريخ «مناطق في كسب، وسط إغلاق القوات النظامية طريق رأس البسيط - كسب، بالتزامن مع استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة تمركزات القوات النظامية في المنطقة بالرشاشات الثقيلة».
ولجأت القوات النظامية في صد الهجوم إلى الطيران الحربي، الذي نفذ غارات جوية على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد. من جهته، قال الإعلام السوري إن المقاتلين يشنون هجماتهم من الأراضي التركية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، ان «وحدات من جيشنا الباسل تتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية من الأراضي التركية والاعتداء على بعض المعابر الحدودية في ريف اللاذقية الشمالي».
وتحدثت الوكالة عن مقتل 17 مقاتلاً من هذه المجموعات «بينهم من يسمى أمير جبهة النصرة في الريف الشمالي في اللاذقية».
وكانت «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب أنصار الشام» اعلنت الثلاثاء الماضي، في شريط مصور بث على موقع «يوتيوب»، ووزعه المرصد السوري، بدء «معركة الأنفال»، وذلك «لضرب العدو بخطة محكمة في عقر داره».
وجاء في البيان «إننا في الساحل السوري قد سحبنا السيوف من أغمادها، ولن تعود حتى يأمن أهلنا على أرض سورية من ظلمكم، ويفك الحصار عن كل المدن، ويخرج الأسرى من غيابات سجونكم».
وتعد محافظة اللاذقية الساحلية، احد أبرز معاقل النظام السوري، وتضم مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد. وبقيت المحافظة هادئة نسبياً منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011، إلا ان المسلحين المناهضين للنظام يتحصنون في بعض أريافها الجبلية، لاسيما في أقصى الشمال قرب الحدود التركية.
وفي لبنان، قال مصدر أمني لـ«فرانس برس»، أمس، إن اشتباكات عنيفة بين مجموعات سنّية وعلوية في مدينة طرابلس (شمال)، واستمرت طوال الليلة قبل الماضية، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف.
وأشار إلى تراجع حدة المعارك صباح أمس، مع استمرار تبادل رصاص القنص الذي تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص، اثنان في منطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنّية وواحد في منطقة جبل محسن ذات الأغلبية العلوية. كما توفي رجل آخر في جبل محسن متأثراً بجروح أصيب بها قبل يومين.
من جهة ثانية، أشار المصدر إلى انفجارعبوة ناسفة قرب عربة مصفحة للجيش أثناء مرورها في أحد شوارع طرابلس الرئيسة، ما أدى إلى جرح عنصر وتضرر المصفحة، وعدد من السيارات. وأدت المواجهات أيضاً إلى احتراق منزلين وتضرر مساكن ومحال تجارية وسيارات، فيما ارتفعت سحب الدخان من الأحياء في التبانة والجبل، نتيجة إحراق النفايات المتراكمة منذ أسبوع بسبب تعذر وصول عمال التنظيمات لجمعها ونقلها. وفي منطقة البقاع (شرق)، أفاد مصدر أمني محلي ان راعيين احدهما لبناني والآخر سوري، قتلا فجر أمس، في منطقة مجدل عنجر الحدودية بإطلاق نار من جنود سوريين في الجهة المقابلة من الحدود.
وذكر المصدر ان «ياسر ياسين (43 عاماً، لبناني) وأحمد نادر (سوري)، قتلا في منطقة جرود مجدل عنجر المحاذية لأراضي سورية، وأطلق عليهما النار عناصر في الجيش السوري بعد الاشتباه فيهما على الأرجح». وأوضح ان الرجلين يملكان مزرعة أغنام صغيرة في المنطقة. وهي الحادثة الأولى في هذه المنطقة، علما أن مناطق اخرى حدودية تتعرض غالباً لإطلاق نار وقصف من الجانب السوري.