القوات النظامية تستقدم تعزيزات عسكرية وتقصف المنطقة

المعارضة السورية تسيطر على كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا

مقاتلون من الجيش الحر بالقرب من مقر الشرطة وقصر العدل في المدينة القديمة بحلب. رويترز

حقق مقاتلو المعارضة السورية مكسباً على الأرض في محافظة اللاذقية التي تعتبر معقلاً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسيطرتهم، أمس، على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، غداة إسقاط تركيا طائرة حربية سورية كانت تشارك في معارك كسب، فيما نفذت القوات النظامية غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين، واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»، أمس، إن مقاتلي الكتائب المعارضة وصلوا إلى الساحة الرئيسة في بلدة كسب التي سيطروا على معظمها، «ولاتزال المعارك جارية على اطرافها».

وأكد «سيطرة مقاتلي الكتائب الكاملة بالتالي» على معبر كسب الذي كانوا دخلوه السبت الماضي. وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت الى قرى مجاورة ايضاً في مقتل نحو 130 عنصراً في الجانبين المقاتلين يومي السبت والأحد فقط.

وبين القتلى من جهة النظام، قائد جيش الدفاع الوطني هلال الأسد، وهو أحد أقارب الرئيس السوري، الذي قتل مع سبعة عناصر كانوا برفقته. ونفى مصدر أمني في دمشق، لـ «فرانس برس»، سقوط كسب. وقال إن «المعارك مستمرة، والموقف غير واضح».

وتشارك في المعركة من جهة المعارضة، بحسب المرصد، «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية عدة. وقال المرصد إن مقاتلين قاموا بتحطيم تمثال نصفي للرئيس السابق حافظ الأسد في البلدة بعد دخولها.

وكان شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» على الانترنت أول من أمس، أظهر مسلحين بعضهم ملثم داخل المبنى الرئيس للمعبر، وحمل أحدهم علماً اسود كتب عليه «كتائب أنصار الشام». وقام آخرون بتحطيم صور للرئيس السوري بشار الأسد والدوس عليها.

وقصف الطيران الحربي السوري فجر أمس، معبر كسب. كما نفذ غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين. وأشار المرصد الى استقدام تعزيزات عسكرية للقوات النظامية الى المنطقة.

في المقابل، قصفت الكتائب المقاتلة مدينة اللاذقية بصواريخ. وأعلنت «جبهة النصرة» و«حركة شام الإسلام» و«كتائب انصار الشام» في 18 مارس بدء «معركة الانفال» في الساحل السوري.

وقال الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية في اتصال مع «فرانس برس»، إن «معبر كسب الحدودي ونحو 90% من البلدة» تحت سيطرة المعارضة، مشيراً الى ان المعركة انتقلت الى محيطها.

وقال ان النظام «يحاول جاهداً منع تقدم الثوار الى البحر»، معتبراً أن اسقاط تركيا مقاتلة سورية أول من أمس، «يعني ان المقاتلين مدعومون هذه المرة من تركيا وليس كما المرات السابقة».

وأسقطت مقاتلة تركية من طراز «اف-16» أول من أمس، طائرة حربية سورية كانت تشارك في قصف منطقة كسب.

وهنأ المسؤولون الأتراك هيئة الأركان على اسقاط الطائرة، وأدرجوه في اطار «حماية الحدود» التركية بعد انتهاك الطائرة لهذه الحدود.

في المقابل، اتهمت سورية جارتها الشمالية بارتكاب «اعتداء سافر يؤكد تورط (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان في دعم العصابات الإرهابية».

وتتهم دمشق تركيا بالتورط في معركة كسب ومساندة المجموعات المسلحة، مشيرة الى أن هذه المجموعات دخلت المدينة من الأراضي التركية. وأشار المرصد الى ان معظم سكان كسب ذات الأغلبية الأرمنية، فروا من منازلهم بسبب المعارك.

ويأتي هذا التقدم في وقت سجل مقاتلو المعارضة نقاطاً ايضاً خلال الايام الماضية في مدينة حلب (شمال) ومحيطها، وفي ريف ادلب (شمال غرب) وفي حماة (وسط).

في السياق، أعلنت هيئة الأركان التركية، أمس، أن بطاريات الدفاع الجوي السوري تعقّبت طائرة تركية مقاتلة كانت تقوم بدورية عند الحدود المشتركة بين البلدين.

وأعلنت هيئة الأركان أن «المقاتلة من نوع إف 16 كانت تقوم بدورية جوية عند الحدود التركية - السورية في ولاية هاتاي الجنوبية حين تعقبتها منظومة صاروخ إس - إلف - 5 من سورية من خلال وضعها تحت الرادار لأربع دقائق و30 ثانية».

واعتبرت هيئة الأركان العمل عدائياً بما أنه يتعارض مع النظام الملاحي الخاص بالطائرة، ويشير إلى الاستعداد لإطلاق صاروخ.

 

 

تويتر