كيري يغادر دون انفراجة في السلام.. والمستوطنون يقتحمون باحات «الأقصى»
عباس يعلن فشل المفاوضات ويقرر الانضمام إلى 15 معاهدة دولية
أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، فشل المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وعدم التزام تل أبيب بما تم الاتفاق عليه برعاية أميركية، معلنا الانضمام إلى 15 معاهدة دولية، وذلك مع مغادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الشرق الأوسط، بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للمرة الثانية في أقل من 12 ساعة، في مسعى لإنقاذ عملية السلام المتعثرة، من دون تحقيق انفراجة، فيما اقتحم العشرات من المستوطنين وطلبة المعاهد الدينية اليهودية، صباح أمس، باحات المسجد الأقصى.
وتفصيلاً، قال عباس في اجتماع للقيادة الفلسطينية، مساء أمس، إن السلطة قررت الانضمام إلى مؤسسات الأمم المتحدة والتوقيع على 15 من المعاهدات والمواثيق الدولية، الذي كان مؤجلاً منذ تسعة أشهر. وشكر الرئيس الفلسطيني وزير الخارجية الأميركي على جهوده، مؤكداً جاهزية السلطة لعملية السلام، وقال «نؤكد على الخيار السلمي والمقاومة الشعبية في تحقيق أهدافنا».
وغادر كيري إلى أوروبا، مرة أخرى، بعد محادثاته التي أجراها، صباح أمس، مع نتنياهو. ولم ترد على الفور أنباء عن تحقيق انفراجة.
والتقى كيري ونتنياهو في إفطار عمل بعد وصول الوزير الأميركي المفاجئ إلى المنطقة قادماً من باريس، في مسعى لإنقاذ المفاوضات بين الجانبين التي تعثرت عقب رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المتفق عليها في إطار اتفاق استئناف المفاوضات. وكان مقرراً أن يلتقي كيري الرئيس الفلسطيني، إلا أن هذا اللقاء ألغي بسبب تأخر اجتماعه مع نتنياهو. والتقى كيري بدلاً من ذلك بالمفاوض الفلسطيني، صائب عريقات، في القدس.
وأكد مسؤول فلسطيني، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن « اللقاء الذي كان مقرراً بين عباس وكيري، الليلة قبل الماضية، لم يعقد بسبب تأخر لقاء كيري مع رئيس الحكومة الإسرائيلية». وبحسب المسؤول فإن كيري «سيغادر إلى أوروبا بسبب مواعيد مسبقة وسيعود للقاء الرئيس الفلسطيني ظهر اليوم».
وبدا أن المفاوضات على شفا الانهيار عندما امتنعت إسرائيل عن المضي قدماً في تنفيذ وعدها بالإفراج عن عشرات السجناء الفلسطينيين. ويقول مسؤولون أميركيون إن التوصل إلى اتفاق يسمح بأن تستمر المفاوضات يمكن أن يشمل الإفراج عن الجاسوس، جوناثان بولارد، الذي أمضى أكثر من 25 عاماً في سجن بالولايات المتحدة لإدانته بالتجسس لمصلحة إسرائيل. وذكرت مصادر قريبة من المحادثات، طلبت عدم الكشف عنها، أنه بموجب الترتيب المقترح سيتم الإفراج عن بولارد قبل عطلة عيد الفصح اليهودي، التي تبدأ في غضون أسبوعين.
من جهة أخرى، اقتحم عشرات من المستوطنين والطلاب اليهود باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة وقوات «التدخل السريع».
وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، محمود أبو العطا، إن 200 مستوطن اقتحموا، صباح أمس، المسجد الأقصى على خمس دفعات وتجولوا في أنحاء متفرقة من ساحاته، وقاموا بحركات استفزازية، مضيفاً أن المستوطنين عند خروجهم من باب السلسلة أدوا رقصات تلمودية وأهازيج دينية ما أدى إلى توتير الأجواء بشكل كبير حيث تجمع عناصر الاحتلال لحراسة المستوطنين. ولفت أبوالعطا إلى أن هذا الاقتحام ترافق مع اقتحام 100 طالب من الجامعات اليهودية للمسجد على مجموعتين، موضحاً أن عشرات طلاب مصاطب العلم تجمعوا عند باب السلسلة للتصدي لاعتداءات المستوطنين.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى شددت إجراءاتها على دخول الطلاب عبر التدقيق في بطاقاتهم الشخصية، خصوصاً للنساء.
وذكر أن هذه الاقتحامات تأتي بعد مسيرة ليلية نظمتها «منظمات الهيكل المزعوم» في القدس، التي انطلقت من ساحة البراق وتوجهت عند باب القطانين حيث أدوا طقوساً تلمودية ثم تجولوا في شارع الواد، وانتهت عند باب الأسباط من الخارج.
وأشار إلى أن المئات من طلاب العلم والقدس كانوا في المسجد الأقصى، وتعالت تكبيراتهم المنددة بتلك الاقتحامات، لافتاً إلى أن الاحتلال في التوقيت الصيفي يزيد ساعة في الوقت المحدد لاقتحامات المستوطنين والسياح الأجانب، ما يعني أن الاقتحامات ستتواصل .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news