نشر آليات مدرّعة بمحيط محطة القطارات المركزية والمقار الحكومية

مقتل شخصين أحدهما عميد شرطة في 3 تفجيرات خارج جامعة القاهرة

أحد المصابين في التفجيرات الإرهابية أمس. إي.بي.إيه

قال مسؤولو أمن مصريون إن ثلاث عبوات ناسفة انفجرت خارج جامعة القاهرة، أمس، ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما ضابط شرطة برتبة عميد، فيما يبدو أنه أحدث هجوم يشنه متشددون في البلاد، فيما نشرت قوات الأمن آليات مدرّعة بمحيط محطة القطارات المركزية وسط القاهرة، وحول مبنى الحكومة وعدد من الوزارات الرئيسة والمصالح الحيوية، بعد التفجيرات الثلاثة.

وتفصيلاً، قالت وزارة الداخلية في بيان إن عبوتين ناسفتين زُرعتا بين الأشجار خارج الجامعة بالجيزة انفجرتا، ما «أسفر عن استشهاد العميد طارق المرجاوي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، وإصابة خمسة من الضباط من قوة مديرية أمن الجيزة».

وقال أربعة من مسؤولي الأمن لـ«رويترز» إن انفجاراً ثالثاً وقع بعد وقت قصير في الموقع نفسه، ما أسفر عن مقتل شخص.

وأغلقت الأجهزة الأمنية مداخل محيط جامعة القاهرة وميدان النهضة بأسلاك شائكة، وذلك لتسهيل عملية التمشيط والتأمين التي تجري حالياً في محيط الجامعة عقب وقوع الانفجارات.

وقالت مصادر أمنية إن القنبلتين بدائيتا الصنع وانفجرتا أمام البوابة الرئيسة للجامعة، وكانتا تستهدفان تشكيلات الأمن المركزي التي وصلت قبل الانفجار بدقائق لتأمين الحرم الجامعي.

وأضافت أن خبراء المفرقعات وعربات الإسعاف انتقلوا إلى الميدان، فيما أغلقت أجهزة الأمن منطقة الحادث ومحيط جامعة القاهرة ومنعت مرور السيارات والمارة، للتأكد من عدم وجود أي متفجرات أخرى، كما بدأت في تمشيط المنطقة ومعاينة القنابل التي أحدثت الانفجار بواسطة الخبراء والكلاب البوليسية المدربة، فيما سارعت سيارات الإسعاف إلى نقل المصابين للمستشفيات.

هذا وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية أن الانفجار الثالث، الذي وقع أمام البوابة الرئيسة لجامعة القاهرة، لم يسفر عن أية إصابات. وقال المصدر إن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة تم تعليقها أيضاً على إحدى الأشجار المواجهة للبوابة الرئيسة للجامعة، كما حدث في التفجيرين السابقين.

وأشار المصدر الأمني إلى أن خبراء المفرقعات مازالوا يواصلون جهودهم لتمشيط محيط جامعة القاهرة باستخدام الأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية، للتأكد من عدم وجود أي عبوات ناسفة أخرى.

وقال شهود عيان إن المارة كانوا يجرون في كل الاتجاهات بالقرب من موقعَي الانفجارين قرب كلية الهندسة بجامعة القاهرة وحديقة الحيوانات.

وقال شاهد من «رويترز» إن الانفجارات سببت حالة من الذعر داخل الحرم الجامعي وفي الشوارع المجاورة، وهرع الناس للاحتماء، وعثرت الشرطة على قنبلة رابعة. وقال الطالب محمد عبدالعزيز، خارج جامعة القاهرة بعد وقوع الانفجارات: «نتوقع استمرار المشكلات لفترة طويلة. كيف يمكن للشرطة أن تحمينا وهي غير قادرة على حماية نفسها. مستحيل».

من جانبه، أكد رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، أن الدراسة مستمرة بالجامعة، ولا نية لتعطيلها بعد انفجار عدد من القنابل بالقرب من الحرم، بميدان النهضة. وأضاف نصار، في مداخلة تلفزيونية، أن الجامعة ستقاوم وستنتصر على الإرهاب، ولفت إلى أنه يتم تمشيط الجامعة مرتين يومياً في السادسة صباحاً وفي التاسعة مساءً للحفاظ على أمن واستقرار الجامعة ضد الأعمال الإرهابية المحتملة.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الانفجارات، لكن متشددين إسلاميين نفذوا العديد من العمليات المماثلة التي استهدفت قوات الأمن منذ عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في يوليو، بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.

وتشكل هجمات المتشددين تهديداً للأمن قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو، وكذلك لقطاع السياحة المهم الذي تعتمد مصر على عائداته.

وبث الموقع الإلكتروني لصحيفة «اليوم السابع» المستقلة فيديو قال إنه يرصد لحظة وقوع أول انفجارين.

وظهر فيه عمود من الدخان يتصاعد فوق شجرة. وسمع دوي انفجار بعد لحظات، وهو ما يعتقد أنه صوت الانفجار الثاني. كما ظهر رجال الأمن وهم يبتعدون عن موقع الانفجارين، قبل أن يعودوا إليه بعد إشهار أسلحتهم.

وقال مجلس الوزراء في بيان إن رئيس الوزراء إبراهيم محلب «وجّه بسرعة عقد لجنة أمنية، أمس، بحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل والمخابرات العامة والمخابرات الحربية والأمن القومي»، بعد وقوع الانفجارات. ووصف البيان الانفجارات بأنها «عبث الخائنين من أنصار الجماعات الإرهابية»، وبأنها «حادث جبان لن يثني الدولة عن عزمها على اتخاذ كل الإجراءات لمنع الإرهاب».

وقال عمرو دراج، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة جماعة إرهابية، عبر «تويتر»: «أدين بشكل واضح لا لبس فيه جريمة التفجير التي وقعت في ميدان النهضة (خارج الجامعة). هذا فشل واضح للداخلية في تأمين أبنائها».

وتزايدت التفجيرات والهجمات المسلحة التي تستهدف عناصر الأمن منذ عزل مرسي. وقالت الحكومة هذا الأسبوع إن عدد القتلى جراء هذه الهجمات بلغ نحو 500 أغلبهم من عناصر الشرطة والجيش.

ويتوقع محللون أن يصعّد المتشددون هجماتهم قبل الانتخابات المقررة يومي 26 و27 مايو، التي يتوقع أن يفوز بها عبدالفتاح السيسي، قائد الجيش ووزير الدفاع السابق الذي أعلن عزل مرسي. ويحظى السيسي بتأييد قطاع كبير من المصريين الذين ينظرون له على أنه المنقذ القادر على إنهاء الاضطرابات السياسية وتحقيق الاستقرار.

وقال حمدين صباحي، الذي حل ثالثاً في انتخابات الرئاسة السابقة والمرشح المحتمل في الانتخابات المقبلة، عبر «تويتر»: «استهداف جامعة القاهرة منارة النهضة المصرية دليل جديد على خسة وتخلف ودموية الإرهاب. مصر ستنتصر على الإرهاب وستقتص لشهدائه».

 

 

تويتر