الاحتلال يغلق كل بوابات المسجد الرئيسة ويفرض حصاراً مشدداً على المصلين

الرئاسة الفلسطينية تحذر من استمرار عمليات اقتحام «الأقصى»

مستوطنة يهودية تطالب فلسطينية بالخروج من منزلها في الخليل مع أطفالها بعد الاستيلاء عليه بقرار من يعالون. أ.ف.ب

حذرت الرئاسة الفلسطينية، أمس، من استمرار عمليات اقتحام المسجد الأقصى من جانب المستوطنين بعد مواجهات شهدتها ساحاته، أمس، بين المصلين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت ساحات المسجد، واعتدت على المصلين فيه بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وقامت بإغلاق كل بوابات المسجد الأقصى الرئيسة وفرضت حصاراً مشدداً على المصلين.

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، في بيان بثته الوكالة الرسمية إن «إمعان حكومة الاحتلال في سياستها الراهنة حيال القدس ومقدساتها كفيل بإشعال حريق شامل في المنطقة بأسرها».

وقال أبوردينة «هذا العدوان الجديد على المسجد الأقصى وعلى المصلين، في هذا التوقيت بالذات، يأتي في سياق الحملة المسعورة التي يقودها عتاة اليمين والمستوطنين برعاية الحكومة الإسرائيلية وجيشها».

لقاء بين «فتح» و«حماس» لبحث المصالحة

اتفقت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان، أمس، على عقد لقاء مطلع الأسبوع المقبل في غزة لبحث المصالحة الفلسطينية بينهما، بحسب ما أعلن مكتب رئيس وزراء حكومة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، إسماعيل هنية. وقال مكتب هنية في بيان «تم الاتفاق خلال اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء إسماعيل هنية وعزام الأحمد (مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح) على وصول فد المصالحة إلى غزة مطلع الأسبوع المقبل»، وقال هنية «علينا البدء بخطوات عملية في طريقة المصالحة، وعلينا أن نتوحد جميعاً من أجل التصدي لسياسات العدو الصهيوني من استباحة الأقصى والمقدسات».

وأضاف أن الهدف من هذه الإجراءات محاولة «لفرض أمر واقع جديد يرمي إلى تهويد مقدساتنا، خصوصاً المسجد الأقصى من خلال تقسيمه زمانياً ومكانياً»،

وأوضح مفتي القدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين، أنه كانت «هناك دعوات بالنسبة للمستوطنين، منذ الخميس الماضي، إلى نهاية العيد (الفصح)، هم يدعون بشكل واضح في وسائل الإعلام، ومنشورات اليهود، إلى أن يأتوا إلى الهيكل بزعمهم، وهو المسجد الأقصى»، وقال لـ«رويترز» عبر الهاتف «أمس جرت محاولات استفزاز واقتحام، وحدث اشتباك بين رجال الشرطة والمصلين، وكانت هناك إصابات بالاختناق والمطاط»، وأضاف حسين «المطلوب من كل الأمة أن تتحرك لحماية المسجد الأقصى، حكوماتها وشعوبها والمجتمع الدولي، يجب عدم السماح لهذه الإجراءات أن تتم».

وقال شهود عيان من الموجودين في ساحات المسجد إن أحد حراس المسجد الأقصى المبارك، أصيب بقنبلة غاز في وجهه تم نقله على أثرها لتلقي العلاج، بينما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً على الأقل خلال اقتحامها للمسجد من باب المغاربة ومحاولتها إخلاءه من المصلين، وفرض حصار عسكري مشدد على مصلين في الجامع القبلي المسقوف.

وأغلقت قوات الاحتلال كل بوابات المسجد الأقصى الرئيسة وفرضت حصاراً مشدداً على المصلين بالجامع القبلي وطالبت المعتصمين فيه بتسليم أنفسهم.

وقال أحد العاملين في الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إن قوات الاحتلال حاولت، أمس، تجسيد مخطط التقسيم الزماني في المسجد من خلال إخلائه من المصلين المسلمين، وفتح المجال أمام قطعان المستوطنين لاستباحة وتدنيس المسجد الأقصى، تمهيداً لفعاليات أعلنت عنها قيادات هذه الجماعات تستهدف معظمها المسجد المبارك، خصوصاً اليوم، مع بدء عيد الفصح العبري، ومحاولة تقديم قرابين في باحاته بهذه المناسبة.

وتسود المسجد الأقصى وبواباته الخارجية حالة من التوتر بفعل تجمهر المقدسيين في محاولة منهم لكسر الحصار عن المسجد وفتح بواباته، وامتدت حالة التوتر إلى مختلف أحياء وأسواق القدس القديمة، وسط انتشار كبير جداً لقوات الاحتلال.

يأتي ذلك في وقت وافق وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، على عودة مستوطنين يهود إلى منزل في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وأصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، الشهر الماضي، حكماً قضى باعتبار المستوطنين الأصحاب الشرعيين لمنزل من أربع طبقات موجود في قلب مدينة الخليل القديمة.

وقال بيان لمكتب يعالون «عقب قرار المحكمة، وافق وزير الدفاع، موشيه يعالون، (أمس) على أن يتم السكن في المنزل»، مشيراً إلى أنه تم «السماح لعدد محدود من العائلات بالسكن بالمنزل». وكانت أسرة الرجبي الفلسطينية التي كانت تملك المنزل أصرت طوال سنوات على أن المستوطنين أقاموا في المنزل عن طريق الغش. والمنزل الذي أطلق عليه البعض اسم «منزل النزاع»، والمستوطنين اسم «منزل السلام»، باعه في 2004 وفقاً للمحكمة أصحابه الفلسطينيون إلى مستوطنين بوساطة رجل غير يهودي.

تويتر