تحديد 3 يونيو موعداً للانتخــابات الرئاسية السورية
حدّد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، أمس، الثالث من يونيو المقبل موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية، فيما يفتح اليوم، باب الترشح إلى الانتخابات التي تجري وفقاً لقانون انتخابي جديد يغلق الباب عملياً على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج.
وقال اللحام في جلسة عامة لمجلس الشعب «أحدد موعد انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية، للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية يوم الثلاثاء الواقع في الثالث من يونيو بدءاً من الساعة السابعة صباحاً ولغاية الساعة السابعة مساء».
كما حدد موعد الانتخابات الرئاسية «للمواطنين السوريين غير المقيمين على الأراضي السورية في السفارات السورية يوم الأربعاء في 28 مايو المقبل من الساعة السابعة صباحاً إلى الساعة السابعة مساء بحسب التوقيت المحلي للمدينة التي توجد فيها السفارة».
وأعلن اللحام «فتح باب الترشح إلى الانتخابات الرئاسية في سورية تطبيقا لأحكام الدستور»، داعياً من يرغب في ترشيح نفسه للتقدم بطلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة 10 أيام تبدأ من صباح اليوم، وتنتهي بنهاية الدوام يوم الخميس في الأول من مايو المقبل. وأكد اللحام أن الاقتراع سيتم «عبر انتخابات حرة ونزيهة بإشراف قضائي كامل عليها».
ودعا السوريين إلى «إعلاء صوت إرادتهم عبر صناديق الاقتراع وتأكيد إرادتهم الحضارية في ممارسة العمل الديمقراطي وحقهم في انتخاب من يرونه مناسباً وقادراً وصالحاً لقيادة سورية نحو النصر المبين».
وقال متوجهاً إلى السوريين «إننا على ثقة بأنكم ستمنحون تأييدكم بسرية تامة وحيادية مطلقة بعيداً عن العواطف لمن يستحق أن يقود سورية ويدافع عنها ويصون سيادتها وثوابتها الوطنية ويضمن لها مستقبلاً آمناً ينعم فيه السوريون كل السوريين بحقوقهم من دون تمييز أو تفريق».
وعلى الرغم من أن الانتخابات المقبلة ستكون أول «انتخابات رئاسية تعددية» في سورية، بحسب ما ذكر اللحام، إلا أن قانون الانتخابات الرئاسية الذي أقره مجلس الشعب في 14 مارس، يغلق الباب عملياً على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ يشترط أن يكون المرشح إلى الانتخابات مقيماً في سورية بشكل متواصل خلال الأعوام الـ 10 الماضية.
ولم يعلن الرئيس بشار الأسد حتى الآن رسمياً ترشحه إلى الانتخابات، الا أنه قال في مقابلة مع «فرانس برس» في يناير المضي إن فرص قيامه بذلك «كبيرة».
ويشكل رحيل الأسد عن السلطة مطلباً أساسياً للمعارضة والدول الداعمة لها. وحذرت الأمم المتحدة ودول غربية النظام من اجراء الانتخابات، معتبرة انها ستكون «مهزلة ديمقراطية» وذات تداعيات سلبية على التوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011.
وتنص المادة 88 من الدستور الذي تم الاستفتاء عليه في فبراير 2012، على ان الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الجاري إلا اعتباراً من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس.
وتقضي الفقرة الثالثة من المادة الـ 85 من الدستور بأن «لا يقبل طلب الترشيح إلا إذا كان طالب الترشيح حاصلاً على تأييد خطي لترشيحه من 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، ولا يجوز لعضو مجلس الشعب أن يمنح تأييده إلا لمرشح واحد».
وانعقدت جلسة مجلس الشعب، أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وسدت السلطات الطرق المؤدية إلى المجلس والشوارع المتفرقة عنها امام السيارات، وركنت سيارات الإطفاء والإسعاف في الساحات العامة المجاورة للمجلس وتم تفتيش المارة الموجودين في المنطقة.
على الرغم من ذلك، سبق الجلسة سقوط قذائف هاون في محيط البرلمان، حسب ما افاد اعضاء في المجلس «فرانس برس».
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان مواطنين اثنين قتلا «وأصيب 36 آخرون» بجروح نتيجة «اعتداءات ارهابية بثلاث قذائف هاون اطلقها ارهابيون» على مناطق قريبة من مقر المجلس.
على خط ميداني آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ«استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي جب الجندلي» الواقع على اطراف مدينة حمص القديمة.
وأضاف أن الاشتباكات أدت «لاستعادة القوات النظامية مباني» في الحي كانت قد سيطرت عليها كتائب معارضة أول من أمس.
وذكر مصدر امني لـ«فرانس برس» أن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش منذ نحو اسبوع ضد الأحياء التي يحاصرها منذ نحو سنتين في مدينة حمص «مستمرة والجيش يحقق نجاحات حسب الخطة الموضوعة ويحرز تقدماً في بعض الأبنية باتجاه تضييق الخناق على الإرهابيين».
وتشكل هذه الأحياء آخر معقل للمعارضة المسلحة في المدينة. وفي حلب قال المرصد، أمس، إن العشرات قتلوا، أول من أمس، في غارات جوية على مدينة حلب بشمال سورية بينهم 29 شخصاً على الأقل في حي الفردوس جنوب حلب. وأضاف أن 14 شخصاً آخرين قتلوا في حي بعيدين في هجمات «ببراميل متفجرة» تسقطها طائرات هليكوبتر. وقال إن خمسة آخرين قتلوا في هجمات براميل متفجرة على قرية تل جبين.