3 قتلى بقذيفة هاون في دمشق.. ومعارك عنيفة في المليحة

اتفاق قريب على إخلاء حمص من مقاتلي المعارضة

مقاتل من الجيش الحرّ يراقب القوات النظامية بواسطة تليسكوب من منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية. رويترز

أعلن محافظ حمص، طلال البرازي، أمس، اقتراب المفاوضات حول إخلاء الأحياء المحاصرة في مدينة حمص في وسط سورية من مقاتلي المعارضة من «اتفاق نهائي»، في وقت قتل ثلاثة أشخاص، إثر سقوط قذيفة هاون على حافلة في حي جنوب شرق دمشق، بينما دارت معارك عنيفة في المليحة بريف دمشق، مع تقدم للقوات النظامية مدعومة من «حزب الله» اللبناني.

وقال محافظ حمص لـ«فرانس برس»، في اتصال هاتفي إن «البحث مستمر في استكمال بنود اتفاق يضمن بالنتيجة تسلم المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل والتوصل إلى اتفاق نهائي، كون الأمور قطعت شوطاً طويلاً».

ووصف المحافظ المفاوضات التي تجري بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من أحياء حمص بأنها «تتسم بالجدية».

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه، أول من أمس، «لايزال سارياً»، معرباً عن أمله بأن يصمد حتى يتم الاتفاق نهائياً.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أكدوا، أول من أمس، بدء العمل بوقف للنار، تمهيداً لخروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة من القوات النظامية منذ نحو عامين.

ومطلع العام الجاري، اتاح اتفاق اشرفت عليه الأمم المتحدة اجلاء نحو 1400 مدني من هذه الأحياء. وخرجت في الأسابيع الماضية اعداد اضافية. وبحسب ناشطين، لايزال نحو 1500 شخص في احياء حمص القديمة، بينهم 1200 مقاتل. بينما يقطن عشرات الآلاف حي الوعر معظمهم من النازحين من احياء حمص الاخرى المدمرة بسبب اعمال العنف.

في المقابل، قدر البرازي عدد المسلحين في حمص القديمة وحي الوعر بنحو 2800، مشيراً إلى أن بعضهم سيغادر إلى الريف، ومنهم من يرغب في البقاء بعد تسوية وضعه في المدينة. وينظر المعارضون إلى حمص على انها «عاصمة الثورة» ضد النظام. وشهدت العديد من الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد منذ منتصف مارس 2011. وسيطر النظام على أغلبية احيائها في حملات عسكرية عنيفة متتالية ادت إلى مقتل المئات ودمار كبير.

وفي دمشق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية قوله، إن «إرهابيين أطلقوا قذيفة هاون سقطت على سرفيس (حافلة) في حي الدويلعة (الواقع على اطراف العاصمة)، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين واصابة ثلاثة آخرين»، مشيراً إلى انها «حصيلة أولية». وتزايدت خلال الأسابيع الاخيرة وتيرة اطلاق قذائف على دمشق، ومصدرها على الأرجح مواقع لمقاتلي المعارضة في محيط العاصمة. وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق، لاسيما في منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها منذ اشهر. وقتل، أول من أمس، 34 شخصاً في الغوطة الشرقية، بحسب المرصد، بينهم 10 مقاتلين معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة المليحة ومحيطها والغوطة الشرقية والقلمون، و18 عنصراً من القوات النظامية، وستة مواطنين بينهم رجل ووالدته وزوجته في سقوط صواريخ يعتقد أنها من نوع «أرض ــ أرض» أطلقتها القوات النظامية على بلدة جسرين بالغوطة الشرقية. ودارت أمس، معارك عنيفة في المليحة، حيث افاد المرصد بتقدم لقوات النظام مدعومة من «حزب الله».

وفي شمال البلاد، دارت اشتباكات عنيفة «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة) وجيش المهاجرين والأنصار، الذي يضم مقاتلين أغلبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب اخرى» من جهة اخرى، بحسب المرصد، في محيط مبنى المخابرات الجوية ومنطقة الزهراء في غرب مدينة حلب.

وتتزامن مع اشتباكات تصاعدت منذ يومين إلى شرق المدينة في محيط سجن حلب المركزي المحاصر من مقاتلي المعارضة منذ اشهر طويلة. وتحاول قوات النظام فكّ الطوق عن السجن. وفي محافظة حماه (وسط)، افاد المرصد بارتفاع حصيلة القتلى في التفجيرين اللذين وقعا أول من أمس، في قريتي جدرين والحميري العلويتين، إلى 29، بينهم 14 طفلاً، بعد ان كانت حصيلة امس أفادت بمقتل 20 شخصاً.

تويتر