عباس بحث مع مشعل سبل تفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير وتنسيق الجهود والتحركات الفلسطينية. رويترز

عباس يبحث اتفاق المصالحة مع مشعل

بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، خالد مشعل، اتفاق المصالحة الوطنية، وتكريس الأجواء الإيجابية، في أول لقاء يجمع بينهما منذ التوصل إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية. في حين أبدت «حماس» استعدادها لدعم عباس للصمود في وجه الضغوط الأميركية والإسرائيلية.

وعقد عباس ومشعل اجتماعاً مطولاً في الدوحة، باحثا فيه آخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، وتطوّرات القضية، وعلى رأسها اتفاق المصالحة الوطنية، وتكريس الأجواء الإيجابية لتحقيقها، واستعادة اللحمة الوطنية لمجابهة الاحتلال صفاً واحداً، وتحقيق تطلّعات الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والحريّة والكرامة والتحرير.

وقال مسؤول فلسطيني إن الطرفين تباحثا في سبل تفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتنسيق الجهود والتحركات الفلسطينية في مواجهة ما تتعرض له القدس والأقصى من انتهاكات وحملات تهويد.

وبحسب المسؤول، سادت الاجتماع أجواء إيجابية، عبَّر خلالها الطرفان عن إرادتهما الجادّة في بناء صفحة جديدة قائمة على أساس الشراكة الوطنية.

ويعد هذا أول لقاء يجمعهما منذ اتفاق المصالحة الذي أبرم بين حركة «فتح» و«حماس» في 23 أبريل الماضي، لإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة، وتشكيل حكومة توافق وطني برئاسة عباس خلال خمسة أسابيع.

وكان عباس توجه إلى قطر، أول من أمس، والتقى مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمس.

في السياق، أكد عيسى النشار، مستشار رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، أن حكومة التوافق الوطني ستشكل خلال المدة القانونية التي وضعها القانون لتشكيل الحكومة، موضحاً أن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستشهد الإعلان عن الحكومة.

وقال النشار في تصريحات وزعها المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء المقال، إن أعضاء الحكومة المقبلة سيكونون من خارج الفصائل والأحزاب، وفق ما تم الاتفاق عليه، لتكون حكومة تكنوقراط لا برنامج سياسياً لها، ولا تتبنى أياً من الرؤى السياسية للفصائل، والهدف الرئيس لها هو تسيير مجريات الأمور وصولا إلى الانتخابات، بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة.

وحول ملف الأمن والأجهزة الأمنية، بيّن النشار أن الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة لن يطرأ عليها أي تغيير في الفترة المقبلة، وذلك حتى تنفيذ ما تم التوافق عليه بملف الأمن من عقيدة أمنية ومهام وغيرها، موضحاً أن الـ3000 عنصر الذين سينخرطون في الأجهزة الأمنية بغزة ستكون لهم مهام محددة. وأشار إلى أن التخوف الوحيد لديه هو الضغوط الأميركية والإسرائيلية السياسية والمالية على عباس والسلطة لثنيه عن المصالحة، مؤكداً أن المصالحة شأن فلسطيني داخلي. وقال «نحن على استعداد لدعم عباس للصمود في وجه تلك الضغوط».

وجدد التأكيد على حرص الحكومة و«حماس» على المصالحة، كونها مصلحة وطنية، مستعرضاً جهود الحكومة لإيجاد أجواء إيجابية تخدم المصالحة، كإعادة توزيع الصحف، وإطلاق الحريات، والإفراج عن محكومين أمنيين وغيرها، داعياً السلطة بالضفة إلى تقديم ما يدفع المصالحة إلى الأمام.

وكانت الحكومة المقالة التي تقودها «حماس» في قطاع غزة أعلنت، أول من أمس، انها تجري «ترتيبات إدارية» لعودة 3000 من العاملين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.

إلى ذلك، أعلنت جماعات يهودية تابعة لمنظمات «الهيكل» المزعوم، بالتعاون مع «منظمات شبابية صهيونية» تنظيمها مسيرة في اتجاه المسجد الأقصى، مساء اليوم، احتفالا بما يسمى «عيد الاستقلال». وبحسب الإعلان فإن المسيرة ستنطلق من منطقة باب الخليل ــ إحدى بوابات القدس القديمة الرئيسية ــ وتنتهي عند باب المغاربة، للمطالبة باقتحام جماعيٍ للمسجد الأقصى لإقامة طقوس وشعائر تلمودية واحتفالات خاصة بهذه المناسبة في باحات المسجد. في المقابل، دعت فعاليات مقدسية المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والانتباه، وإلى شد الرحال والوجود المكثف في المسجد الأقصى طوال ساعات غد، للتصدي لأي محاولة من المستوطنين لتدنيس الأقصى، كما دعت إلى المشاركة في الاعتكاف الليلي في المسجد للهدف نفسه.

 

الأكثر مشاركة