الاحتلال يفرض حصاراً على «الأقصى» بالتزامن مع دعوات يهودية لاقتحامه
مسؤولون أميركيون إلى إسرائيل بعد فشل المفاوضات مع الفلسطينيين
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مسؤولين أميركيين كبارا سيتوجهون إلى إسرائيل قريبا بعد انهيار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ترعاها واشنطن، فيما كثفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها لمنع اعتكاف الشبان المقدسيين في المسجد الأقصى،وذلك تزامنا مع دعوات أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم لاقتحام واسع للمسجد بمناسبة ما يسمى «عيد الاستقلال» لأداء طقوس وشعائر تلمودية في باحاته ورفع أعلام دولة الاحتلال فيه بهذه المناسبة.
ولم تدل المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هاف بمزيد من التفاصيل بشأن هوية المسؤولين الذين سيغادرون إلى المنطقة، نافية ما أوردته صحف إسرائيلية أن وزير الخارجية جون كيري حل فريق المفاوضين الأميركيين في المفاوضات، وقالت إن كبير المفاوضين مارتن إنديك عاد إلى الولايات المتحدة لإجراء مشاورات. وقالت للصحافيين «سنرى كيف ستسير الأمور من الآن، لنقرر بعد ذلك ما هو الأفضل لجهة أعضاء الوفد».
غير أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أفادت أمس نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن إنديك -وهو سفير سابق إلى إسرائيل- بصدد تقديم استقالته ولاستعادة منصبه لدى معهد «بروكينغز إنستيتيوت». كما أضافت أن مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ستزور إسرائيل هذا الأسبوع لإجراء مشاورات، بينما تستعد واشنطن لاستئناف محادثات الملف النووي مع إيران.
كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن إنديك دون ذكر اسمه أن مسؤولين أميركيين يحملون إسرائيل مسؤولية انهيار محادثات السلام، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لم يتحرك سوى بشكل محدود جدا». وشددت هارف على أن مسؤولية فشل المفاوضات لا يتحملها طرف واحد، مضيفة أن الجانبين «قاما بأمور لا تساعد أبدا».
غير أنها أكدت أن كيري الذي عاد الاثنين بعد جولة استمرت أسبوعا في جولة أفريقية يدرس نشر وثيقة تعرض أهم المبادئ التي تم التوصل إليها بعد تسعة أشهر من المحادثات، إلا أنه لم يتخذ قرارا بهذا الشأن بعد.
وشددت هارف على أن الوضع ليس أسوأ مما كان عليه قبل استئناف المفاوضات في يوليو الماضي. وقالت إن المفاوضات التي استمرت تسعة أشهر وإن لم تنجح فإنها طرحت المسائل على طاولة البحث، وذلك من شأنه أن يساعد عند استئناف التفاوض.
وتعثرت المفاوضات في الأسابيع الماضية بسبب الخلافات القائمة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية حول قضايا أساسية كالاستيطان والحدود والأمن، والرفض الفلسطيني بالاعتراف بيهودية إسرائيل بالإضافة إلى رفض تل أبيب الإفراج عن دفعة رابعة متفق عليها من الأسرى. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية وقف المفاوضات مباشرة بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في غزة لتفعيل المصالحة الوطنية بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عن أمله في إقامة سلام مع كل الدول العربية. وقال في كلمة بمناسبة الذكرى الـ66 لقيام إسرائيل إن إسرائيل نجحت في إقامة سلام مع دولتين عربيتين، ويجب أن يشمل ذلك جميع الدول العربية.
وفي ذات السياق، أعرب الجنرال ميكاي أدلشتاين المكلف بـ»قسم غزة» عن الأمل في تحقيق «نتائج إيجابية» بالنسبة لأمن إسرائيل بعد اتفاق المصالحة.
من جهة أخرى كثفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها لمنع اعتكاف الشبان المقدسيين في المسجد الأقصى المبارك منذ يومين،وذلك تزامنا مع دعوات أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم لاقتحام واسع للمسجد المبارك اليوم بمناسبة ما يسمى «عيد الاستقلال» لأداء طقوس وشعائر تلمودية في باحاته ورفع أعلام دولة الاحتلال فيه بهذه المناسبة. واضطر مئات المقدسيين لأداء صلاة الفجر أمس في طرقات المدينة نظرا لإغلاق قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، فيما اضطر عشرات المقدسيين لأداء صلاتي المغرب والعشاء أول من أمس في الشوارع القريبة من بوابات المسجد الأقصى بسبب الحصار العسكري المفروض عليه.
واشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع فلسطينيين خارج الحرم القدسي أمس بعد منعهم من دخول المسجد. وفرضت إسرائيل قيودا تتعلق بعمر من يُسمح لهم بدخول الحرم القدسي والصلاة في المسجد الأقصى مع احتفالات الذكرى السنوية 66 لإعلان قيام دولة اسرائيل حيث منعت الرجال والنساء دون سن 50 عاما من دخول المسجد. واستخدمت الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين أمام الحرم القدسي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news