القوات النظامية تشنّ هجوماً لاستعادة تلال في ريف درعا.. و13 قتيلاً بقذائف على حي الأشرفية بحلب

«الائتلاف» يتحدث عن «تفهّم الأصدقاء» لتسلــيــح «الجيــــش الحر»

مقاتلون من «الجيش الحر» يشيرون إلى زميلهم على مدفع مضاد للطائرات في ريف إدلب لاستهداف طائرة للقوات النظامية. رويترز

أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، أن هناك تفهماً من قبل الدول الأساسية الـ11 في «مجموعة أصدقاء سورية» لمطالب تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية لإحداث تغير في ميزان القوى على الأرض. في وقت شنت القوات النظامية، أمس، حملة عسكرية في مدينة نوى ومحيطها بريف درعا (جنوب)، لاستعادة تلال سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأسابيع الماضية، تتيح لهم ربط مناطق سيطرتهم بين درعا والقنيطرة على الحدود مع الأردن وهضبة الجولان، بينما قتل 13 شخصاً، أمس، إثر سقوط قذائف صاروخية على حي تسيطر عليه القوات النظامية في مدينة حلب شمال سورية.

وقال مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض، منذر آقبيق، الذي شارك مع وفد الائتلاف السوري المعارض في اجتماع لندن لأصدقاء سورية، لـ«يونايتد برس انترناشونال»، أمس «إن الاجتماع كان إيجابياً، والأول من نوعه منذ انتهاء جولات مفاوضات جنيف في فبراير الماضي، وشهد تأكيداً على استمرار الدعم لطموحات الشعب السوري في التغيير الديمقراطي، والرفض المطلق لمهزلة الانتخابات الرئاسية، وزيادة المساعدات الإنسانية، ودعم المعارضة المعتدلة، بما فيها الائتلاف وذراعه العسكرية الجيش الحر».

وأشار إلى أن الجميع «متفق الآن على ضرورة إحداث تغيير في ميزان القوى على الأرض في سورية، من أجل تكثيف الضغوط على النظام للقبول بانتقال السلطة حسب ما نص عليه اتفاق جنيف».

وأضاف آقبيق «لمسنا تفهماً للمشكلة الكبيرة الناجمة عن استخدام النظام السوري لسلاح الجو بهدف قتل وجرح الآلاف من المدنيين السوريين والتسبب في مشكلة إنسانية من خلال تدمير بيوتهم وتهجيرهم، وضرورة إيجاد حل عاجل لهذه المشكلة، واتفقنا مع الدول الحليفة على استمرار العمل المشترك لإيجاد حل مناسب لسلاح الطيران لدى النظام السوري».

وحول ما إذا كان ذلك يعني تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، أجاب أن «هناك تفهماً لهذا المطلب، وسنستمر في العمل معاً من أجل هذه المشكلة».

ولم يستبعد آقبيق احتمال قيام دول أخرى من مجموعة أصدقاء سورية، وغيرها، بمحاكاة قرار الولايات المتحدة وبريطانيا رفع تمثيل مكتب الائتلاف لديهما إلى مستوى بعثة، انطلاقاً مما اعتبره «إدراك هذه الدول أن نظام (الرئيس بشار) الأسد يتحدى الإرادة الدولية ويتحدى المجتمع الدولي، وقبل ذلك كله إرادة الشعب، ويمعن في قتل المزيد من السوريين من أجل أن يبقى في الحكم».

وحمّل النظام السوري مسؤولية تعثر مفاوضات الجولة الجديدة من مؤتمر جنيف للسلام في سورية، مضيفاً أن نظام الأسد «هو الذي قضى على عملية جنيف وليس الائتلاف، من خلال رفضه المطلق تنفيذ بيان (جنيف 1)، وعملية الانتقال السياسي، التي نص عليها، عن طريق تشكيل هيئة حاكمة انتقالية، ومحاولة إجراء مسرحية انتخابية يجدد بموجبها الأسد لنفسه فترة رئاسية جديدة لمدة سبع سنوات أخرى».

وقال آقبيق إن الائتلاف «يؤيد حلاً سياسياً يحقق طموحات الشعب السوري في الانتقال الديمقراطي، غير أن النظام غير موجود على الطرف الآخر من طاولة المفاوضات ويتحدث فقط بلغة الحرب، وعلينا أن نواجه هذا الأمر».

وأكد «غياب أي مؤشرات حول استئناف الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف»، مستبعداً إطلاق مسار تفاوضي جديد بعد تعثر عملية جنيف، وإعلان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، أنه سيترك من منصبه بنهاية الشهر الجاري.

على الصعيد الميداني، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن القوات النظامية أطلقت حملة عسكرية في مدينة نوى ومحيطها في محافظة درعا، لاستعادة السيطرة على تلال سيطر عليها مقاتلون معارضون.

وأضاف أن النظام «يشن هجوماً معاكساً ضد المقاتلين لمنع التواصل الجغرافي بين المناطق التي سيطروا عليها في ريف درعا الغربي، وريف القنيطرة الجنوبي والأوسط».

وسيطر المقاتلون في الأسابيع الماضية على تلال عدة ابرزها تل الجابية وتل جموع في ريف نوى، بعد أيام من سيطرتهم على تل الأحمر الغربي وتل الأحمر الشرقي في ريف القنيطرة، قرب الحدود مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان.

وبحسب المرصد، شن الطيران الحربي 15 غارة على الأقل على نوى ومحيطها، تزامناً مع الاشتباكات. وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بريد إلكتروني بـ«سقوط عشرات الصواريخ خلال لحظات» على نوى.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، إن القوات النظامية «نفذت عمليات واسعة في مدينة نوى تستهدف خلالها تجمعات المجموعات الإرهابية في المدينة والتلال المحيطة»، وإن العملية «لاتزال مستمرة». من ناحية أخرى ذكرت (سانا) أن 13 شخصاً قتلوا وجرح 17 آخرون على الأقل، أمس، إثر سقوط قذائف صاروخية على حي تسيطر عليه القوات النظامية في مدينة حلب.

ونقلت الوكالة عن مصدر في محافظة حلب أن «إرهابيين (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) أطلقوا قذائف صاروخية على حي الأشرفية، ما أدى إلى استشهاد 13 مواطناً وإصابة 17 آخرين بجروح».

وأوضح أن القذائف أدت إلى «تدمير منزلين وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات» في الحي الواقع شمال المدينة. وتشهد حلب معارك يومية منذ صيف عام 2012. وتنقسم المدينة بين أحياء يسيطر عليها النظام، وأحياء تسيطر عليها المعارضة. وتعرضت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة وريفها لقصف مكثف من سلاح الجو السوري، منذ منتصف ديسمبر، ما أدى إلى مقتل المئات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

 

تويتر