«السلطة» تهدّد بوقف التعاون الأمني مع إسرائيل

هدّدت السلطة الفلسطينية، الليلة قبل الماضية، بوقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، عقب استشهاد شابين فلسطينيين، أول من أمس، برصاص الاحتلال، فيما اندلعت مواجهات، أمس، بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال عقب تشييع جثماني الشهيدين في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وأعلن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اللواء عدنان الضميري، أن القيادة الفلسطينية تدرس بجدية وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، عقب استشهاد محمد أبوظاهر (17 عاماً) ونديم نوارة (20 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي.

وقال الضميري لـ«فرانس برس»، إن القيادة الفلسطينية «لا تستطيع الوقوف مكتوفة اليدين أمام الانتهاكات الإسرائيلية، التي كان آخرها قتل شابين في رام الله».

وأضاف أن «تصعيد جرائم القتل هذه مع سبق الإصرار، حيث أكد الأطباء أن مقتل الشابين كان نتيجة إصابة بالرصاص الحي القاتل».

وأكد أن «التصعيد الإسرائيلي الأخير، الذي سبقه وقف المفاوضات، يشير إلى أن إسرائيل لا تريد مفاوضات، كذلك الدعم الإسرائيلي من وزارة الحرب الإسرائيلية لمجموعات دفع الثمن الاستيطانية، كل هذا يدفع القيادة الفلسطينية للمواجهة».

وكرر أن «القيادة الفلسطينية لا تستطيع الوقوف مكتوفة اليدين أمام ما يجري، وكل هذا يؤدي لأن تدرس القيادة الفلسطينية بجدية وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي».

ويعتبر التنسيق الأمني مهماً بالنسبة للإسرائيليين مع ضباط السلطة الفلسطينية.

في السياق، شيّع آلاف الفلسطينيين، أمس، الشهيدين محمد أبوظاهر ونديم نوارة في مجمع رام الله الطبي، وبعد ذلك انطلقت عشرات المركبات وهي تحمل أعلاماً فلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية.

وتجمّع آلاف المشيعين في ساحة عند المدخل الرئيس لقريتي أبوشخيدم والمزرعة الغربية المتحاذيتين، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الشابين، وسط هتافات من المشيعين تمجيداً للشابين القتيلين.

ولفّ أحد الجثامين (محمد) براية حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، فيما لفّ الثاني (نديم) براية حركة «فتح»، قبل أن ينقسم المشيعون باتجاه قريتي أبوشخيدم والمزرعة الغربية.

وعلت هتافات المشيعين حين تحدث محمود أبوظاهر ( 50 عاماً) والد الشاب محمد، حيث دعا الفصائل الفلسطينية إلى التوحد.

وقال أبوظاهر للصحافيين «أقدم ابني فداء للوطن، وهو أحب أن يكون شهيداً، وسقط ابني ونديم في ذكرى يوم النكبة، وأطلقوا عليهما شهيدي العودة، لكني أسميهما شهداء الوحدة».

واستشهد الشابان، أول من أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من مدخل معسكر عوفر الإسرائيلي، المقام جنوب مدينة رام الله في الضفة الغربية، خلال مواجهات مع شبان كان يحتجون لمناسبة الذكرى 66 للنكبة الفلسطينية.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية وأمنية أن شابين آخرين أصيبا خلال مواجهات، أول من أمس، بالرصاص الحي، وأن وضعهما لايزال في خطر.

من ناحية أخرى، بحث وزير الخارجية الأميركي، جون كيري مع وزيرة العدل الإسرائيلية رئيسة الطاقم الإسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، الليلة قبل الماضية، عملية السلام المتعثرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن كيري دعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تجنب اتخاذ خطوات أحادية الجانب. وأضافوا أن كيري أعرب عن قلقه عقب استشهاد الشابين الفلسطينيين في مواجهات مع قوة عسكرية إسرائيلية قرب سجن عوفر.

 

الأكثر مشاركة